جيداً بابتداء مالأربى عليهما وقصرا عن عذره.. فأما الحاتمي فإنه يغض من أبي عبادة غضاً شديداً، ويجور عليه جوراً بيناً لا يقبل منه ولا يسلم إليه.
وكان أبو تمام فخم الابتداء، له روعة، وعليه أبهة، كقوله:
الحق أبلج والسيوف عوار ... فحذار من أسد العرين حذار
وقوله:
السيف أصدق إنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
وقوله:
أصغى إلى البين مغتراً فلا جرما
وقوله:
يا ربع لو ربعوا على ابن هموم
والغالب عليه نحت اللفظ، وجهارة الابتداء..
وكان أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي يفضل ابتداءات البحتري جداً، وهو الذي وضع كتاب الموازنة والترجيح بين الطائيين، ونوه فيه بالبحتري أعظم تنويه.. ومن جيد ابتداءاته قوله:
عارضننا أصلاً فقلنا الربرب ... حتى أضاء الأقحوان الأشنب
وقوله:
ما على الركب من وقوف الركاب ... في مغاني الصبا ورسم التصابي؟؟