ترى عنده علم بشجوى وأدمعي ... وأني متى أسمع بذكراه أجزع؟
وأما الخروج فهو عندهم شبيه بالاستطراد، وليس به؛ لأن الخروج إنما هو أن تخرج من نسيب إلى مدح أو غيره بلطف تحيل، ثم تتمادى فيما خرجت إليه كقول حبيب في المدح:
صب الفراق علينا، صب من كثب ... عليه إسحاق يوم الروع منتقما
سيف الإمام الذي سمته هيبته ... لما تخرم أهل الأرض مخترما
ثم تمادى في المدح إلى آخر القصيدة.
وكقول أبي عبادة البحتري:
سيقت رباك بكل نوء عاجل ... من وبله حقاً لها معلوما
ولو أنني أعطيت فيهن المنى ... لقيتهن بكف إبراهيما
وأكثر الناس استعمالاً لهذا الفن أبو الطيب؛ فإنه ما يكاد يفلت له، ولا يشذ عنه، حتى ربما قبح سقوطه فيه، نحو قوله:
ها فانظري أو فظني بي تري حرقاً ... من لم يذق طرفاً منها فقد وألا