للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال البحتري يمدح محمد بن عبد الملك الزيات حين استوزر، ويصف بلاغته:

ومعاون لو فضلتها القوافي ... هجنت شعر جرولٍ ولبيد

حزن مستعمل الكلام اختياراً ... ووتجنبن ظلمة التعقيد

وركبن اللفظ القريب فأدرك ... ن به غاية المراد البعيد

والبيت الأول من هذه القطعة يشهد بفضل الشعر على النثر.

وحكى الجاحظ عن الإمام إبراهيم بن محمد قوله: كفى من حظ البلاغة ألا يؤتى السامع من سوء إفهام الناطق، ولا يؤتى الناطق من سوء فهم السامع. ثم قال الجاحظ: أما أنا فأستحسن هذا القول جداً.

ومن كلام ابن المعتز: البلاغة بلوغ المعنى، ولما يطل سفر الكلام.

وقال ابن الأعرابي: البلاغة التقرب من البغية، ودلالة قليل على كثير.

وقال بعض المحدثين: البلاغة إهداء المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ.

ومن كلام أبي منصور عبد الملك بن إسماعيل الثعالبي، قال: قال بعضهم: البلاغة ما صعب على التعاطي وسهل على الفطنة. وقال: خير الكلام ما قل ودل، وجل ولم يمل. وقال: أبلغ الكلام ما حسن إيجازه، وقل مجازه، وكثر إعجازه، وتناسبت صدوره وأعجازه. قال: وقيل: البليغ من يجتني من الألفاظ نوارها، ومن المعاني ثمارهاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>