أو على سبيل التقرير والتوبيخ. كقول بعضهم:
إلى كم وكم أشياء منكم تريبني ... أغمض عنها لست عنها بذي عمي
فأما قول محمد بن مناذر الصبيري في معنى التكثير:
كم وكم كم كم وكم كم كم وكم ... قال لي: أنجز حر ما وعد
فقد زاد على الواجب، وتجاوز الحد.
ولما أنشدوا للصاحب أبي القاسم إسماعيل بن عباد قول أبي الطيب:
عظمت فلما لم تكلم مهابة ... تواضعت، وهو العظم عظماً عن العظم
قال: ما أكثر عظام هذا البيت مع أنه من قول الطائي:
تعظمت عن ذاك التعظيم فيهم ... وأوصاك عظم القدر أن تتنبلا
ومن المعجز في هذا النوع قول الله تعالى في سورة الرحمن: " فبأي آلاء ربكما تكذبان " كلما عدد منة أو ذكر بنعمة كرر هذا. وقد كرر أبو كبير الهذلي قوله:
فإذا وذلك ليس إلا ذكره ... وإذا مضى شيء كأن لم يفعل
على بعض الروايات في سبعة مواضع من قصيدته التي أولها:
أزهير هل عن شيبة من معدل ... أم لا سبيل إلى الشباب الأول؟؟
كلما وصف فصلاً وأتمه كرر هذا البيت.
أو على سبيل التعظيم للمحكي عنه، وأنشد سيبويه:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
أو على جهة الوعيد والتهديد إن كان عتاب موجع، كقول الأعشى ليزيد بن مسهر الشيباني:
أبا ثابت لا تعلقنك رماحنا ... أبا ثابت أقصر وعرضك سالم
وذرنا وقوماً إن هم عمدوا لنا ... أبا ثابت واقعد فإنك طاعم!!