لكان تضميناً عجيباً، لأن ذكر الثوب قد أخرج الثاني من باب الأول إلا في المعنى، وهذا عند الحذاق أفضل التضمين، فإنما احتذى كشاجم قول ابن المعتز في أبيات له:
لا ذنب لي إن ساء ظنك بعدما ... وفيت لكم، ربي بذلك عالم
وها أنا ذا مستعتب متنصل ... كما قال عباس وأنفي راغم
تحمل عظيم الذنب ممن تحبه ... وإن كنت مظلوماً فقل: أنا ظالم
وأبيات العباس بن الأحنف التي منها البيت المضمن هي قوله:
وصب أصاب الحب سوداء قلبه ... فأنحله، والحب داء ملازم
فقلت له إذ مات وجداً بحبه ... مقالة نصح جانبتها المآثم:
تحمل عظيم الذنب ممن تحبه ... وإن كنت مظلوماً فقل: أنا ظالم
فإنك إن لم تحمل الذنب في الهوى ... يفارقك من تهوى وأنفك راغم
غير أن شيخنا أبا عبد الله روى هذه الأبيات أيضاً لابن المعتز.
فهذا النوع من التضمين جيد، وهو الذي أردنا من قبل؛ وأجود منه أن يصرف الشاعر المضمن وجه البيت المضمن عن معنى قائله إلى معناه، نحو قول بعض المحدثين، ونسبه قوم إلى ابن الرومي:
يا سائلي عن خالد، عهدي به ... رطب العجان وكفه كالجلمد
كالأقحوان غداة غب سمائه ... جفت أعاليه وأسفله ندي
هكذا أعرفه، وروى " عن جعفر " فصرف الشاعر قول النابغة في صفة الثغر: