تجلوا بقادمتي حمامة أيكةٍ ... برداً أسف لثاته بالإثمد
كالأقحوان غداة غب سمائه ... جفت أعاليه وأسفله ندي
إلى معناه الذي أراد.
ومن هذا المعنى أيضاً قول ابن الرومي بلا محالة:
وسائلة عن الحسن بن وهبٍ ... وعما فيه من كرم وخير
فقلت: هو المهذب غير أني ... أراه كثير إرخاء الستور
وأكثر ما يغنيه فتاه ... حسين حين يخلو بالسرير
فلولا الريح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذكور
فالبيت الأخير لمهلهل، فجاء قرع البيض بالذكور ههنا عجيباً، وإن كانت اللفظتان في المعنى غير اللفظتين.
ومن الشعراء من يضمن قسيماً نحو قول بعضهم، أظنه الصولي:
خلقت على باب الأمير كأنني ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
إذا جئت أشكو طول ضيق وفاقة ... يقولون: لا تهلك أسى وتحمل
ففاضت دموع العين من سوء درهم ... على النحر حتى بل دمعي محملي
لقد طال تردادي وقصدي إليكم ... فهل عند رسم دارس من معول
ومنهم من يقلب البيت فيضمنه معكوساً، نحو قول العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان لمسلمة بن عبد الملك:
لقد أنكرتني إنكار خوف ... يضم حشاك عن شتمي وذحلي
كقول المرء عمرو في القوافي ... لقيسٍ حين خالف كل عذل
عذيرك من خليلك من مراد ... أريد حياته ويريد قتلي
والبيت المضمن لعمرو بن معدي كرب الزبيدي، يقوله لابن أخته قيس بن زهير بن هبيرة بن مكشوح المرادي، وكان بينهما بعد شديد وعداوة عظيمة، وحقيقته في شعر عمرو: