وهذا تضمين أنت ترى كيف هو، وأنشد لآخر:
عوذ لما بت ضيفاً له ... أقراصه مني بياسين
فبت والأرض فراشي وقد ... غنت قفا نبك مصاريني
ومن التضمين ما يحيل الشاعر فيه إحالة، ويشير به إشارة، فيأتي به كأنه نظم الأخبار أو شبيه به، وذلك نحو قول بعضهم في معنى قول ابن المعتز كما قال عباس وأنفي راغم إنه لم يرد الأبيات المقدم ذكرها، وإنما أراد قوله للرشيد حين هجرته ماردة:
لا بد للعاشق من وقفةٍ ... تكون بين الوصل والصرم
حتى إذا الهجر تمادى به ... راجع من يهوى على رغم
فهذا النوع أبعد التضمينات كلها، وأقلها وجوداً، وذلك نحو قول أبي تمام:
لعمرو مع الرمضاء والنار تلتظي ... أرق وأحمى منك في ساعة الكرب
أراد البيت المضروب به المثل:
المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
وقد صنعت أنا معنى الهجاء:
عرسه من غير ضيرٍ ... عرس زيد بن عمير
أبداً تزني فإن حاض ... ت تقد حباً لأير
ولها رجلان من نا ... قة كعب بن زهير
هكذا تبنى المعالي ... ليس إلا كل خير
" زيد بن عمير " هو الذي يقول في زوجته:
تقود إذا حاضت، وإن طهرت زنت ... فهي أبداً يزنى بها وتقود
و" كعب بن زهير " يقول في وصف ناقته:
تهوى على يسرات وهي لاهية ... ذوابل وقعهن الأرض تحليل
فكانت هذه المرأة في حاليها لا تقع رجلاها بالأرض: إما لكثرة مباضعة أو شدة مشي في فساد.