ومن أنواع التضمين تعليق القافية بأول البيت الذي بعدها، وقد تقدم ذكره.
وأما الإجازة فإنها بناء الشاعر بيتاً أو قسيماً يزيده على ما قبله، وربما أجاز بيتاً أو قسيماً بأبيات كثيرة، فأما ما أجيز فيه قسيم بقسيم فقول بعضهم لأبي العتاهية: أجز برد الماء وطابا فقال: حبذا الماء شرابا وأما ما أجيز فيه بيت ببيت فقول حسان بن ثابت وقد أرق ذات ليلة فقال:
متاريك أذناب الأمور إذا اعترت ... أخذنا الفروع واجتنبنا أصولها
وأجبل، فقالت ابنته: يا أبت، لا أجيز عنك، فقال: أوعندك ذاك؟ قالت: بلى، قال: فافعلي، فقالت:
مقاويل للمعروف خرس عن الخنا ... كرام يعاطون العشيرة سولها
قال: فحمي الشيخ عند ذاك، فقال:
وقافية مثل السنان ردفتها ... تناولت من جو السماء نزولها
فقالت ابنته:
يراها الذي لا ينطق الشعر عنده ... ويعجز عن أمثالها أن يقولها
وذكر أن العباس بن الأحنف دخل على الذلفاء فقال: أجيزي عني هذا البيت: