قام بقلبي وقعد ... لما نفى عني الجلد
يا صاحب القصر الذي ... أسهر عيني ورقد
واعطشي إلى فمٍ ... يمج خمراً من برد
إن قسم الناس فحس ... بي بك من كل أحد
وقال يرثي جاريته سلوانة، وهي أم ولده عمر الأصغر:
يقول لي الخلان: لو زرت قبرها ... فقلت: وهل غير الفؤاد لها قبر؟
على حين لم أحدث فأجهل قدرها ... ولم أبلغ السن التي معها الصبر
وقال أيضاً وأحسن ما شاء:
مالي إذا غبت لم أذكر بواحدة ... وإن مرضت فطال السقم لم أعد
ما أعجب شيء ترجوه فتحرمه ... قد كنت أحسب أني قد ملأت يدي
ومن شعره في هذا الباب مقطعات متفرقة تغني عن الإكثار منه ههنا.
وأما الحسن بن وهب فمن قوله:
لم تنم مقلتي لطول بكاها ... ولما جال فوقها من قذاها
فالقذى كحلها إلى أن ترى وج ... هـ سليمى، وكيف لي أن تراها؟!
أسعدت مقلتي بإدمانها الدم ... ع وهجرانها الكرى مقلتاها
فلعيني في كل حين دموع ... إنما تستدرها عيناها
وقدم إليه كانون، ومعه قينة كان يهواها، فأمرت بإبعاد الكانون، فصنع:
بأبي كرهت النار حتى أبعدت ... فعرفت ما معناك في إبعادها
هي ضرة لك بالتماع شعاعها ... وبحسن صورتها لدى إيقادها
وأرى صنيعك بالقلوب صنيعها ... بأراكها وسيالها وعرادها
شركتك في كل الجهات بحسنها ... وضيائها وصلاحها وفسادها
ومن مليح الشعر قوله يمدح محمد بن عبد الله بن ظاهر غب مطر:
هطلتنا السماء هطلا دراكا ... جاوز المزربان فيه السماكا