قلت للبرق إذ تألق فيه: ... يا زناد السماء من أوراكا
أحبيباً أحببته فجفاكا؟ ... فعسى ذاك أن يعود كذاكا
أم تشبهت بالأمير أبي العب ... اس في جوده؟ فلست هناكا
وهذا هو الكلام الكتابي، السهل، المرسل، الحسن الطلاوة، والظاهر الحلاوة.
ومن قوله يرثى حبيباً الطائي، وكان صديقاً له جداً:
سقى بالموصل القبر الغريبا ... سحائب ينتحبن به نحيبا
إذا أظللنه أطلقن فيه ... شعيب المزن يتبعها شعيبا
ولطمت البروق له خدوداً ... وشققت الرعود له جيوبا
فإن تراب ذاك القبر يحوي ... حبيباً كان يدعى لي حبيبا
وهي قصيدة كاملة أتيت بهذا منها معرضاً.
ومن شعراء الكتاب سعيد بن حميد الكاتب، وهو القائل في طول الليل:
يا ليل، بل يا أبد ... أنائم عنك غد؟
يا ليل، لو تلقى الذي ... ألقى بها أو أجد
قصر من طولك أو ... أضعف منك الجلد
ورواه قوم أنحل من منك الجسد والأول عندي أصوب، وعلى كل حال فمنه أخذ أبو الطيب قوله:
ألم ير هذا الليل عينيك رؤيتي ... فتظهر فيه رقة ونحول
وليس يلزم الكاتب أن يجاري الشاعر في أحكام صنعة الشعر؛ لرغبة الكتاب في حلاوة الألفاظ وطيرانها، وقلة الكلفة، والإتيان بما يخف على