للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحكى عن الوليد بن يزيد بن عبد الملك أنه قال: لم تقل العرب بيتاً أغزل من قول جميل بن معمر:

لكل حديث بينهن بشاشة ... وكل قتيل عندهن شهيد

وفضلته بهذا البيت سكينة بنت الحسين بن علي رضوان الله عليهم، وأثابته به دون جماعة من حضر من الشعراء.

وقال بعضهم: الأحوص من أغزل الناس بقوله:

إذا قلت أني مشتف بلقائها ... وحم التلاقي بيننا زادني سقما

وقال غيره: بل جميل بقوله:

يموت الهوى مني إذا ما لقيتها ... ويحيا إذا فارقتها فيعود

وقال آخر: بل جرير بقوله:

فلما التقى الحيان ألقيت العصي ... ومات الهوى لما أصيبت مقاتله

والأحوص عندهم أغزلهم في هذه الأبيات الثلاثة؛ لزيادته سقماً إذا التقى المحبوب.

وقال الحاتمي: أغزل ما قالته العرب قول أبي صخر:

فيا حبذا زدني جوى كل ليلةٍ ... ويا سلوة الأيام موعدك الحشر

وقال أبو عبيدة: ما حفظت شعراً لمحدث، إلا قول أبي نواس:

كأن ثيابه أطلع ... ن من أزراره قمرا

يزيدك وجهه حسناً ... إذا ما زدته نظرا

بعين خالط التفت ... ير من أجفانها الحورا

وخد سابري لو ... تصوب ماؤه قطرا

وللشعراء أسماء تخف على ألسنتهم وتحلو أفواههم، فهم كثيراً ما يأتون

<<  <  ج: ص:  >  >>