مدح أبو العتاهية عمر بن العلاء فأعطاه سبعين ألفاً وخلع عليه حتى لم يستطع أن يقوم، فغار الشعراء لذلك، فجمعهم ثم قال: عجباً لكم معشر الشعراء ما أشد حسد بعضكم لبعض، إن أحدكم يأتينا ليمدحنا فينسب في قصيدته بصديقته بخمسين بيتنا فما يبلغنا حتى تذهب لذاذة مدحه ورونق شعره، وقد أتى أبو العتاهية فنسب في أبيات يسيرة. ثم قال:
إني أمنت الزمان وريبه ... لما علقت من الأمير حبالاَ
لو يستطيع الناس من إجلاله ... لحذوا له حر الخدود نعالاً
إن المطايا تشتكيك؛ لأنها ... قطعت إليك سباسباً ورمالا
فإذا وردن بنا وردن خفائفاً ... وإذ صدرن بنا صدرن ثقالاً
ومن مليح ما لأبي العتاهية في المدح قوله:
فتى ما استفاد الما إلا أفاده ... سواه كأن الملك في كفه حلم
إذا ابتسم المهدي نادت يمينه ... ألا من أتانا زائرا فله الحكم
وله أيضاً في معنى بيتي الفرزدق اللذين صنعهما لعبد الرحمن بن أم الحكم: