فما مثل بيتيه في العالمين ... أعز بناء ولا أرفع
فبيت بناه له هاشم ... وبيت بناه له تبع
ولو حاول الدهر ما في يديه ... لعاد وعرنينه أجدع
ومن المديح المنصوص عليه قول زهير:
وفيهم مقامات حسان وجوهها ... وأندية ينتابها القول والفعل
وإن جئتهم ألفيت حول بيوتهم ... مجالس قد يشفى بأحلامها الجهل
على مكثريهم حق من يعتريهم ... وعند المقلين السماحة والبذل
سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم ... فلم يفعلوا ولم يليموا ولم يألوا
فما كان من خير أتوه فإنما ... توارثه أباء آبائهم قبل
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه ... وتغرس إلا في منابتها النخل
وكذلك أيضاً قوله:
من يلق يوماً على علاته هرماً ... يلق السماحة منه والندى خلقاً
ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما كذب الليث عن أقرانه صدقا
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
فضل الجواد على الخيل البطاء فلا ... يعطي بذلك ممنوناً ولا نزقا
هذا وليس كمن يعيا بخطبته ... وسط الندى إذا ما ناطق نطقا
لو نال حي من الدنيا بمكرمة ... أفق السماء لنالت كفه الأفقا
وينبغي أن يكون قصد الشاعر في مدح الكاتب والوزير ما اختاره قدامة وغيره، وكذلك ما ناسب حسن الروية، وسرعة الخاطر بالصواب، وشدة الحزم، وقلة الغفلة، وجود النظر للخليفة، والنيابة عنه في المعضلات بالرأي أو الذات، كما قال أبو نواس:
إذا نابه أمر فإما كفيته ... وإما عليه بالكفى تشير