للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليس فيما بدا لنا منك عيب ... عابه الناس غير أنك فاني

أنت نعم المتاع لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاء للإنسان

وذكر عن سليمان بن عبد الملك أنه خرج من الحمام، وهو الخليفة، يريد الصلاة، ونظر في المرآة فأعجبه جماله، وكان حسن الوجه، فقال: أنا الملك الشاب، ويروى " الفتى " فتلقته إحدى حظاياه، فقال لها: كيف ترينني؟ فتمثلت في البيتين المتقدم ذكرهما، فتطير بهما ورجع، فحم فما بات إلا ميتاً تلك الليلة وروى عن بعض الملوك أنه قال: ما لهؤلاء الشعراء قاتلهم الله، ربما ذكرونا شيئاً نحن أكثر ذكراً له منهم فينغصون به علينا أوقات لذتنا!!؟ يعني بذلك الموت.

ومن أشنع ما في ذلك قول أبي تمام:

فليطل عمره فلو مات في طو ... س مقيماً لمات فيها غريبا

فما الذي دعاه إلى ذكر الموت ههنا إلا النكد والنغاصة؟.

أجمع الناس على تقديم قول كعب بن زهير يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:

تحمله الناقة الأدماء معتجراً ... بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم

وفي عطافيه أو أثناء ريطته ... ما يعلم الله من دين ومن كرم

والجهال يروون البيت الأول لأبي دهبل الجمحي، ويناسبه قول العجاج:

يحملن كل سؤدد وفخر ... يحملن ما ندري وما لا ندري

قال الأصمعي: وأصله قول الحارث بن حلزة:

<<  <  ج: ص:  >  >>