للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن مضى رأيه أو حد عزمته ... تأخر الماضيان: السيف والقدر

من لم يبت حذراً من خوف سطوته ... لم يدر ما المزعجان: الخوف والحذر

ينال بالظن ما يعيا العيان به ... والشاهدان عليه العين والأثر

كأنه وزمام الدهر في يده ... يرى عواقب ما يأتي وما يذر

وقال خلف الأحمر: أغلب المدح أكثره ملقاً كقول زهير:

تراه إذا ما جئته متهللاً ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله

أخو ثقة لا يهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله

غدوت عليه غدوة فوجدته ... قعوداً لديه بالصريم عواذله

يفدينه طوراً، وطوراً يلمنه ... وأعيى فما يدرين أين مخاتله

فأعرضن منه عن كريم مرزإ ... عزوم على الأمر الذي هو فاعله

وقال طفيل الغنوي:

جزى الله عنا جعفراً حين أزلفت ... بنا نعلنا في الواطئين فزلت

أبوا أن يملونا ولو أن أمنا ... تلاقي الذي لا قوة منا لملت

وقال الأصمعي: أخلب الشعر قول حمزة بن بيض:

تقول لي والعيون هاجعة: ... أقم علينا يوماً، فلم أقم

أي الوجوه انتجعت؟ قلت لها: ... لا أي وجه إلا إلى الحكم

متى يقل حاجباً سرداقه ... هذا ابن بيضٍ بالباب يبتسم

قد كنت أسلمت فيك مقتبلاً ... فهات إذ حل أعطني سلمي

وسأل الرشيد المفضل الضبي: أي بيت قالته العرب أمدح؟ فقال:

أغر أبلج تأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

هكذا روايته فيه.

قال شرحبيل بن معن بن زائدة: كنت أسير تحت قبة يحيى بن خالد، وقد حج مع الرشيد، وعديله أبو يوسف القاضي، إذ

<<  <  ج: ص:  >  >>