يقول فيها بعد أبيات:
ألا إن سجلاً واحدا قد أرقته ... من الدمع أو سجلين قد شفياني
فلا تلحياني إن بكيت؛ فإنما ... أداوي بهذا الدمع ما تريان
وإن مكاناً في الثرى خط لحده ... لمن كان في قلبي بكل مكان
أحق مكان بالزيارة والهوى ... فهل أنتما إن عجت منتظران
ومن أشجى الشعر رثاء قوله في هذه القصيدة:
فهبني عزمت الصبر عنها لأنني ... جليد، فمن بالصبر لابن ثمان؟؟
ضعيف القوى لا يعرف الأجر حسبة ... ولا يأتسى بالناس في الحدثان
ألا من أمنيه المنى فأعده ... لعثرة أيامي وصرف زماني
ألا من إذا ما جئت أكرم مجلسي ... وإن غبت عنه حاطني ورعاني
فلم أر كالأقدار كيف تصيبني ... ولا مثل هذا الدهر كيف رماني
فهذه الطريق هي الغاية التي يجري حذاق الشعر إليها، ويعتمدون في الرثاء عليها، ما لم تكن المرئية من نساء الملوك، وبنات الأشراف، وغير ذوات محارم الأشعار؛ فإنه يتجافى عن هذه الطريقة إلى أرفع منها، نحو قول أبي الطيب:
ولو أن النساء كمن فقدنا ... لفضلت النساء على الرجال
وقوله في هذه القصيدة:
مشى الأمراء حوليها حفاة ... كأن المرو من زف الرئال
ونحو قوله لأخت سيف الدولة:
يا أخت خير أخ، يا بنت خير أب ... كناية بهما عن أشرف النسب
أجل قدرك أن تدعي مؤنثة ... ومن يصفك فقد سماك للعرب