للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول فيها معتذراً من مدح آل جفنة ومحتجاً بإحسانهم إليه:

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب

لئن كنت قد بلغت عني خيانة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب

ولكنني كنت امرأ لي جانب ... من الأرض فيه مستراد ومهرب

ملوك وإخوان إذا ما لقيتهم ... أحكم في أموالهم وأقرب

كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم ... فلم ترهم في شكرهم لك أذنبوا

فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب

وذلك أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب

فإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

والثالثة: عفا ذو حسي من فرتنا فالفوارع يقول فيها بعد قسم قدمه على عاداته:

لكلفتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوي غيره وهو راتع

فإن كنت لا ذو الضغنين عني مكذب ... ولا حلفي على البراءة نافع

ولا أنا مأمون بقول أقوله ... وأنت بأمر لا محالة واقع

فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

وقد تعلق بهذا المعنى جماعة من الشعراء: قال سلم الخاسر يعتذر إلى المهدي:

إني أعوذ بخير الناس كلهم ... وأنت ذاك بما نأتي ونجتنب

وأنت كالدهر مبثوثاً حبائله ... والدهر لا ملجأ منه ولا هرب

ولو ملكت عنان الريح أصرفه ... في كل ناحية ما فاتك الطلب

<<  <  ج: ص:  >  >>