للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فليس إلا انتظاري منك عارفة ... فيها من الخوف منجاة ومنقلب

وقال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:

وإني وإن حدثت نفسي بأنني ... أفوتك إن الرأي مني لعازب

لأنك لي مثل المكان المحيط بي ... من الأرض أني استنهضتني المذاهب

وإلى هذه الناحية أشار أبو الطيب بقوله:

ولكنك الدنيا إلي حبيبة ... فما عنك لي إلا إليك ذهاب

إلا أنه حرف الكلم عن مواضعه.

واختار العلماء لهذا الشأن قول علي بن جبلة:

وما لامرئ حاولته عنك مهرب ... ولو رفعته في السماء المطالع

بلى هارب لا يهتدي لمكانه ... ظلام ولا ضوء من الصبح ساطع

لأنه قد أجاد مع معارضته النابغة، وزاد عليه ذكر الصبح، وأظنه اقتدى بقول الأصمعي في بيت النابغة: ليس الليل أولى بهذا المثل من النهار وفي هذه الاعتراض كلام يأتي في موضعه من هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى.

وأفضل من هذا كله قول الله تعالى: " يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ".

ووجد الفضل بن يحيى على أبي الهول الحميري فدخل إليه فأنشده:

كساني وعبد الفضل ثوباً من البلى ... وإيعاده الموت الذي ما له رد

وما لي إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... من الجرم ما يخشى على مثله الحقد

فجد بالرضا لا أبتغي منك غيره ... ورأيك فيما كنت عودتني بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>