وقال يزيد بن الطثرية حين حلق أخوه ثور جمته:
فأصبح رأسي كالصخيرة أشرفت ... عليها عقاب ثم طارت عقابها
وهذا البيت من أفضل الأوصاف وأحسنها بياناً عند قدامة وغيره.
وقال بعض المتأخرين، وأحسبه الزيادي، في غلام حلقت وفرته:
حلقوا رأسه ليكسوه قبحاً ... غيرة منهم عليه وشحاً
كان صبحاً عليه ليل بهيم ... فمحوا ليله وأبقوه صبحاً
وقال رؤبة بن العجاج:
أمست شواتي كالصفاة صفصفا ... فصار رأسي جبهة إلى القفا
فقال ابن الرومي وأحسن ما شاء:
يجذب من نقرته طرة ... إلى مدى يقصر عن نيله
فوجهه يأخذ من رأسه ... أخذ النهار الصيف من ليله
ولو تتبعت هذا لأطلت في غير موضع الإطالة.
فأما ما انفرد به المحدثون فمثل قول بشار:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحياناً
قالوا: بمن لا ترى تهذي؟ فقلت لهم: ... الأذن كالعين توفي القلب ما كانا
وكرره فقال:
قالت عقيل بن كعب إذ تعلقها ... قلبي وأمسى به من حبها أثر:
أنى ولم ترها تهذي؟ فقلت لهم: ... إن الفؤاد يرى ما لا يرى البصر
وقوله أيضاً:
وكيف تناسى من كأن حديثه ... بأذني وإن غيبت قرط معلق
واختراعاته كثيرة، واشتهاره بذلك يغني عن الإنشاد له.
وكقول أبي نواس، وقد ذكر المبرد أنه لم يسبق إليه، وهو: