ومعاني أبي نواس واختراعاته كثيرة.
وأكثر المولدين معاني وتوليدا فيما ذكره العلماء أبو تمام، غير أن القاسم بن مهرويه قد زعم أن جميع ما لأبي تمام من المعاني ثلاثه: أحدها قوله:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود
والثاني قوله:
بني مالك، قد نبهت خامل الثرى ... قبور لكم مستشرقات المعالم
غوامض قيد الكلف من متناول ... وفيها علاً لا يرتقي بالسلالم
والثالث قوله:
يأبى على التصريد إلا نائلاً ... إن لم يكن محضاً قراحاً يمذق
نزراً كما استكرهت عائر نفحة ... من فأرة المسك التي لم تفتق
وأنا أقول: إن أكثر الشعراء اختراعاً ابن الرومي، وسيأتي برهان ذلك في الكتاب الذي شرطت تأليفه إن شاء الله سبحانه.. ولا بد ها ههنا من نبذ يسيرة أشغل بها الموضع: منها قوله:
عيني لعينك حين تنظر مقتل ... لكن لحظتك سهم حتف مرسل
ومن العجائب أن معنى واحداً ... هو منك سهم وهو مني مقتل
وقوله في عتاب:
توددت حتى لم أدع متودداً ... وأفنيت أقلامي عتاباً مرددا
كأني أستدعي بك ابن حنية ... إذا النزع أدناه من الصدر أبعدا
وقوله في أبيات يتغزل فيها، وإن كان قد كرر المعنى:
نظرت فأقصدت الفؤاد بلحظها ... ثم انثنت عنه فظل يهيم
فالموت إن نظرت وإن هي أعرضت ... وقع السهام ونزعهن أليم