لها أشارير من لحم تثمره ... من الثعالي ووخز من أرانيها
أراد " من الثعالب "" ومن أرانبها " ويلينون الهمزة، وذلك كثير جداً جائز في المنثور والفصيح، وله حذف ألف الاستفهام، كما قال الأخطل:
كذبتك عينيك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا
وهذا رديء في المنثور جداً.
ونقصان الجموع عن أوزانها لضرورة القافية كما قال رؤبة: حتى إذا بلت حلاقيم الحلق يريد " الحلوق " وترك صرف ما ينصرف؛ لأنه يحذف منه التنوين وهو يستحقه، وهو غير جائز عند البصريين، إلا أنه قد جاء في الشعر. قال عباس بن مرداس يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وعلى هذا المذهب قال أبو نواس:
عباس عباس إذا احتدم الوغا ... والفضل فضل والربيع ربيع
ويروى إذا حضر الوغا والفراء يرى ترك الصرف لعلة واحدة، وهي التعريف، والبصريون يخالفونه في ذلك ويأبونه.
ومن أقبح الحذف حذف حركة الإعراب للضرورة، وأنشدوا لامرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثماً من الله ولا واغل
ومثله للفرزدق:
رحت وفي رجليك ما فيهما ... وقد بداهمك من المئزر
وزعم قوم أن الرواية الصحيحة في قول امرئ القيس اليوم أسقى وبذلك كان المبرد يقول، وقال الآخرون: بل خاطب نفسه كما يخاطب غيره،