فقال: فاليوم فاشرب، وفي بيت الفرزدق وقد بدا ذاك من المئزر كناية عن الهن، وهذا مما يسمع ويحكى، ولا يقاس عليه البتة.
هذا صدر جيد مما علمته يجوز للشاعر من الحذف والنقصان.
والذي يجوز من الزيادات أنا ذاكر منه أيضاً ما وسعته قدرتي، إن شاء الله تعالى: فمن ذلك صرف ما لا ينصرف، وإجراء المعتل مجرى الصحيح؛ فيعرب في حال الرفع والخفض، تقول: هذا القاضي، ومررت بالقاضي، وزيد يقضي ويغزو، ولا يجوز في المنثور من الكلام، وعلى هذا قول قيس بن زهير:
ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد
كأنه يقول في الرفع يأتيك بضم الياء، فلما جزمها أسكنها.
ومنهم من يبدل من الياء همزة، وهو القليل، فيقول: القاضئ، والغازئ، وأنشد:
يا دار سلمى بدكاديك البرق ... سقياً وإن هيجت شوق المشتئق
همزة الياء، وليس أصلها الهمزة.
وله إظهار التضعيف كقوله: يشكو الوجى من أظلل وأظلل وإنما هو الأظل وهو باطن خف البعير.
وتثقيل المخفف في وصل الكلام على نية من يقف على التثقيل، وأنشدوا:
ببازل وجناء أو عيهل ... كأن مهواها على الكلكل
موقع كفي راهب يصلي
فثقل العيهل وهي السريعة، والكلكل في صلة الشعر، وهما مخففتان