للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أضحك رديئه كان من سفلة الشعراء، إلا أن يكون ذلك في الهجاء خاصة، وقال الحطيئة:

الشعر صعب وطويل سلمه ... والشعر لا يسطيعه من يظلمه

إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه ... زلت به إلى الحضيض قدمه

يريد أن يعربه فيعجمه

وإنما سمي الشاعر شاعراً؛ لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره، فإذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى ولا اختراعه، أو استظراف لفظ وابتداعه، أو زيادة قيما أجحف فيه غيره من المعاني، أو نقص مما أطاله سواه من الألفاظ، أو صرف معنى إلى وجه عن وجه آخر؛ كان اسم الشاعر عليه مجازاً لا حقيقة، ولم يكن له إلا فضل الوزن، وليس بفضل عندي مع التقصير..

ولقي رجل آخر فقال له: إن الشعراء ثلاثة: شاعر، وشويعر، وماص بظر أمه، فأيهم أنت؟ قال: أما أنا فشويعر، واختصم أنت وامرؤ القيس في الباقي.

وقال بعضهم: الشعر شعران: جيد محكك، ورديء مضحك، ولا شيء أثقل من الشعر الوسط والغناء الوسط.

وقد قال ابن الرومي يهجو ابن طيفور:

عدمتك يا ابن أبي الطاهر ... وأطعمت ثكلك من شاعر

فما أنت سخن ولا بارد ... وما بين ذين سوى الفاتر

وأنت كذاك تغثي النفو ... س تغثية الفاتر الخاثر

وقد يجوز أن يكون النابغة أشار فيما حكى عنه الحاتمي من الرديء المضحك إلى هذا النحو.

<<  <  ج: ص:  >  >>