للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ممن يفهم فهو كافر، ومن شك في كلام الله فوقف فيه شاكا يقول لا أدري مخلوق أم غير مخلوق فهو جهمي، ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدّع (ولم) (١) يكفر. ومن قال: (لفظي بالقرآن مخلوق أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي) (٢)، وفيه أيضا قال أبو محمد: (سمعت أبي وأبا) (٣) زرعة (يأمران) (٤) بهجران أهل الزيغ والبدع ويغلظان بذلك أشد التغليظ (٥) وينكران وضع الكتب بالرأي غير آثار (٦) وينهيان عن مجالسة أهل الكلام (٧) وعن النظر في كتب المتكلمين ويقولان: "لا يفلح صاحب كلام أبداً". ثم قال أبو محمد: "وبه أقول أنا".

واكتفى الذهبي في كتاب (العلو للعلي الغفار) بعد أن ذكر سؤال ابن أبي حاتم لأبيه وأبي زرعة وجوابهما له. بقولهما "أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمنا فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف أحاط بكل شيء علما ثم قال (ح) وأخبرنا التاج عبد الخالق أنبأنا ابن قدامة أنبأنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين ابن زكرياء أنبأنا هبة الله بن الحسن وذكر باقي سند اللالكائي ثم قال (ح) وأنبأنا التاج أنبأنا ابن قدامة قال: وقرأت بالموصل على أبي الفضل الطوسي أخبركم أبو الحسن العلاف أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا علي ابن حردك أنبأنا عبدالرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار فكان من مذاهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته والقدر خيره وشره من الله تعالى، وأن الله تعالى على عرشه بائن


(١) من كتاب اللالكائي.
(٢) وفي كتاب اللالكائي زاد بعد كلمة جهمي (أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي).
(٣) في كتاب ابن أبي حاتم كتبت هكذا (وأبي).
(٤) لا توجد في كتاب ابن أبي حاتم وتوجد في كتاب اللالكائي.
(٥) هكذا في كتاب اللالكائي وفي كتاب ابن أبي حاتم هكذا (ويغلظان رأيهما أشد التغليظ).
(٦) في كتاب اللالكائي (برأي في غير آثار).
(٧) لا توجد كلمة (عن) في كتاب اللالكائي.