للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك الأئمة الآخرون اختلفت أقوالهم في هذا الراوي فقال عنه أحمد بن حنبل: "ضعيف" وقال أيضا: "ثقة إلا أنه لا يقيم حديث يحيى بن أبي بكر" وقال في موضع آخر: "مضطرب الحديث عن يحيى، وفي غير يحيى" (١) وقال يحيى بن معين: "ليس بشيء" وقال مرة أخرى: "ليس بالقوي" وقال أيضا: "لا بأس به" (٢).

ولعل تجريحه للراوي مرة، وتوثيقه مرة أخرى يعود إلى أنه قد وثق الراوي قبل اختلاطه فيحمل تجريحه له بعد اختلاط ذلك الراوي، فمثلا محمد بن جابر السحيمي الذي قال عنه، ومن كتب عنه باليمامة وبمكة فهو صدوق إلا أن في حديثه تخاليط وإما أصوله فهي صحاح ثم نقل عنه قوله فيه: "ساقط الحديث عند أهل العلم" وهذه أقوال بعض الأئمة التي توضح بعضها التعليل الذي أرجحه قال أبو حاتم عنه: "ذهبت كتبه في آخر عمره وساء حفظه، وكان يلقن وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه، ثم تركه بعد وكان يروي أحاديث مناكير وهو معروف بالسماع جيد اللقاء رأوا في كتبه لحقا، وحديثه عن حماد فيه اضطراب روى عنه عشرة من الثقات" (٣)، وقال عمرو الفلاس: "صدوق كثير الوهم، متروك الحديث" (٤). ونقل ابن حجر عن الإمام أحمد إنه قال عنه: "لا يحدث عنه إلا شر منه" (٥) بينما ينقل ابن أبي حاتم عن أبي الوليد الطيالسي إنه قال: "نحن نظلم ابن جابر بامتناعنا التحديث عنه" (٦).


(١) انظر أقوال أحمد في: تهذيب التهذيب ج ١/ ٤٠٨ - ٤٠٩؛ والجرح والتعديل ج ١/ق ١/ ٢٥٣.
(٢) انظر أقوال ابن معين في: نفس المصدرين السابقين؛ وانظر كذلك أقوال أبي زرعة فى الحكم بن عبد الله الأعرج.
(٣) انظر الجرح والتعديل ج ٣/ ق ٢/ ٢١٩ وتهذيب التهذيب ج ٩/ ٨٩.
(٤) انظر: تهذيب التهذيب ج ٩/ ٨٩، وفي الجرح والتعديل ج ٣/ ق ٢/ ٢١٩ اكتفى بقوله: "صدوق كثير الوهم"
(٥) انظر: تهذيب التهذيب ج ٩/ ٩٠.
(٦) انظر: الجرح والتعديل ج ٣/ق ٢/ ٢٢٠ وتهذيب التهذيب ج ٩/ ٨٩، ولعل على ذلك يحمل ما نقل عنه في خطاب بن القاسم الحراني.