للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك، فقد أخذ من هو خير مني" (١)، قال الذهبي: "قد كان ابن المديني خوافاً متاقياً في مسألة القرآن مع أنه كان حريصاً على إظهار الخير" (٢). ويبدو أن الإمام علي بن المديني- رحمه الله- قال بعض الشيء للسلطة التي تولت فتنة العلماء وأخذ من أموالهم ولقد أنكر عليه الإمام أحمد خطأه في لفظة حديث انتفع بها ابن أبي داود ومن معه بها في مناظرتهم وامتحانهم لأهل السنة.

قال الخطيب: "والذي يحكى عن علي بن المديني أنه روى لابن أبي دواد حديثاً عن الوليد بن مسلم في القرآن، كان الوليد أخطأ في لفظه منه، فكان أحمد بن حنبل ينكر على علي روايته ذلك الحديث" (٣)، وروى الخطيب بسنده، إلى أبي بكر المروذي أنه قال: "قلت لأبي عبد الله: إن علي بن المديني حدث عن الوليد بن مسلم حديث عمر كلوه إلى خالقه؟ فقال: هذا كذب، ثم قال هذا كتبناه عن الوليد، إنما هو كلوه إلى عالمه، هذا كذاب. - قال الخطيب- وهذه اللفظة التي حكيت عن علي بن المديني قد روى عنه غيرها" (٤). وروى بسنده أيضاً إلى أبي بكر المروذي أنه قال: "قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: إن علي بن المديني يحدث عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس، عن عمر كلوه إلى خالقه! فقال أبو عبد الله: كذب. حدثنا الوليد بن مسلم مرتين. ما هو هكذا، إنما هو كلوه إلى عالمه، قلت لأبي عبد الله: إن عباساً العنبري، قال لما حدث به بالعسكر قلت لعلي بن المديني إنهم قد أنكروه عليك؟ فقال حدثتكم به بالبصرة- وذكر أن الوليد أخطاً فيه، فغضب


(١) انظر تاريخ بغداد ج ١١/ ٤٧١؛ وتهذيب التهذيب ج ٧/ ٣٥٥.
(٢) انظر: ميزان الاعندال ج ٣/ ١٣٩.
(٣) انظر: تاريخ بغداد ج ١١/ ٤٦٨.
(٤) انظر: تاريخ بغداد ج ١١/ ٤٦٨، وهذه اللفظة التي حكيت عنه ذكرها الخطيب حيث روى بسنده إلى الوليد بن مسلم أنه قال: ثنا الأوزاعي، ثنا الزهري، قال حدثني أنس بن مالك. قال: بينا عمر جالس في أصحابه. إذ تلا هذه الآية {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ثم قال: "هذا كله قد عرفناه، فما الأب؛ قال وفي يده عصية/ ٤٦٢، يضرب بها الأرض، فقال هذا لعمر الله التكلف، فخذوا أيها الناس بما بين لكم فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه".