للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو عبد الله وقال: فنعم قد علم- يعني علي بن المديني- أن الوليد أخطأ فيه، فلم أراد أن يحدثهم به؟ يعطيهم الخطأ؟ وكذبه أبو عبد الله. قال أبو بكر وسمعت رجلاً من أهل العسكر يقول لأبي عبد الله: علي بن المديني يقرئك السلام فسكت (١).

رد خبر باطل:

قال تاج الدين السبكي: "وما حكي من أنه علل حديث الرؤية بسؤال القاضي أحمد بن أبي دؤاد له، وقوله له: هذه حاجة الدهر (٢). وأن عليا قال: فيه من لا يعول عليه، قيس بن أبي حازم، إنما كان أعرابياً بوالا على عقبيه، وأن ابن أبي دؤاد قال لأحمد بن حنبل: تحتج علينا بحديث جرير في الرؤية، وإنما هو من رواية قيس بن أبي حازم، أعرابي بوال على عقبيه! وإن أحمد بن حنبل قال: علمت أن هذا من عمل ابن المديني "ثم قال: "فهو أثر لا يصح" (٣) وعقب ابن الجوزي بعد أن روى الخبر وهذا إن صح عن ابن المديني فهو أمر عظيم، لأنه إقدام منه على ما لا يعلم خلافه فإن قيس … " (٤)، وذكر منزلة ومكانة قيس بن أبي حازم قلت: الحمد لله لم يصح هذا الخبر عنه فقد قال الخطيب بعد أن روى الخبر بسنده إلى والد الحسين بن فهم: "أما ما حكي عن علي بن المديني


(١) انظر: تاريخ بغداد ج ١١/ ٤٦٩.
(٢) وفي تاريخ بغداد ج ١١/ ٤٦٦، "فوجه ابن أبي دؤاد إلى علي بن المديني- وهو ببغداد مملق ما يقدر على درهم- فأحضره فما كلمه بشيء حتى وصله بعشرة آلاف درهم وقال له: هذه وصلك بها أمير المؤمنين، وأمر أن يدفع إليه جميع ما استحق من أرزاقه وكان له رزق سنتين، ثم قال له يا أبا الحسن حديث جرير بن عبد الله في الرؤية ما هو؟ قال صحيح. قال فهل عندك فيه شيء؟ قال: يعفينى القاضي من هذا. فقال: يا أبا الحسن هذه حاجة الدهر، ثم أمر له بثياب وطيب ومركب بسرجه ولجامه، ولم يزل حتى قال له: في هذا الإسناد من لايعمل عليه ولا على ما يرويه، وهو قيس بن أبي حازم، إنما كان أعرابيا .. ".
(٣) انظر: طبقات الشافعية ج ٢/ ١٤٧، وهذا الخبر رواه الخطيب بسنده في التاريخ ج ١١/ ٤٦٦، وكذا عنه ابن الجوزي في المناقب، ٣٩١ - ٣٩٢، وأشار إليه المزي كما في تهذيب التهذيب ج ٧/ ٣٥٣.
(٤) مناقب الإمام أحمد ص ٣٩٢.