للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو أراد الجوامع المشهورة ومنها الجامع الصحيح للبخاري، والجامع الصحيح لمسلم من حيث. الترتيب والتنظيم وهذا رأيه. ولكل رأيه واجتهاده. ولقد ذكر بعض المحدثين عدداً أقل من الأحاديث التي ذكرها أبو زرعة ولعلهم أرادوا أن يرفعوا من شأن سنن ابن ماجة ومكانتها.

قال أبو القاسم عبد الكريم بن محمد القزويني الرافعي المتوفى سنة (٦٢٣) هـ في ترجمة ابن ماجة من تاريخه: "وسمعت والدي رحمه الله يقول: عرض كتاب السنن لابن ماجة على أبي زرعة الرازي فاستحسنه وقال لم يخطئ إلا في ثلاثة أحاديث" (١).

أقول هذا الخبر ظاهر الضعف ولعله أراد أن يفتخر بإمام بلده ويرفع من شأن سننه رحمهما الله. ويحتمل وقوع تصحيف (ثلاثين) إلى (ثلاثة).

وروى ابن نقطة بسنده إلى ابن طاهر المقدسي الحافظ إنه قال: "رأيت على ظهر جزء قديم بالري حكاية كتبها أبو حاتم الحافظ المعروف بخاموش قال أبو زرعة: طالعت كتاب أبي عبد الله بن ماجة فلم أجد فيه إلا قدراً يسيرا مما فيه شيء. وذكر قريب بضعة عشر أو كلاماً هذا معناه. قال ابن طاهر المقدسمي: وحسبك من كتاب يعرض على أبي زرعة الرازي، ويذكر هذا الكلام بعد إمعان النظر والنقد" (٢).


(١) انظر: كتاب التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين النسخة المصورة بدار الكتب المصرية.
(٢) انظر: كتاب التقييد لرواة السنن والمسانيد نسخة المتحف البريطاني، وشروط الأئمة السنة للحافظ أي الفضل محمد بن طاهر المقدس. وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٥٣٢. وذكر ابن طاهر في المسور- ولعل الصواب- المشهور أن أبا زرعة وقف عليه فقال: "ليس فيه إلا نحو سبعة أحاديث".