للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحابنا فذهبت فأخذت من بعض أصحاب الحديث فنسخته على الوجه، وسألته كتاب الهيثم بن حميد فأخرج إلي جزءاً عن الهيثم بن حميد وكان عند هشام بن عمار، عن الهيثم بن حميد شيء يسير فأخرج هو جزءاً عن الهيثم فاستغنمته وكتبته على الوجه، وسألته كتاب الفتن عن الوليد بن مسلم فأجابني، وتعجب الدمشقيون مما يفعل بي، ونسخت كتاب الفتن فأتيته مع رفقائي فقال: إنما أجبتك ولم أجب هؤلاء، فلم أزل أرفق به وأداريه حتى حدثنا به وسمعوا معي" (١). ولقد سجل لنا محمد بن عوف تأريخ دخوله لحمص فقال: "كان أبو زرعة عندنا بحمص سنة ثلاثين ومائتين" (٢). ودخل مدينة حلب وسمع بها من عبيد بن هاشم الحلبي، أبي نعيم القلانسي (٣)، وكان يفتش عن المحدثين في القرى ويرحل إليهم، فيقول عن مخلد بن مالك بن جابر الحراني السلمْسِيني لا بأس به خرجت إلى قريته على فرسخين من حران فكتبت عنه" (٤)، ويقول ابن أبي حاتم في ترجمة أحمد بن شبويه المروزي، أبو الحسن الخزاعي المتوفى بطرسوس سنة (٢٣٠) هـ: "سمعت أبا زرعة يقول: جاءنا نعيه وأنا بنجران ولم أكتب عنه" (٥).

وأختم أخبار رحلته بالشام بقول أهلها فيه: فقد روى الخطيب بسنده إلى يزيد بن عبد الصمد أنه قال: "قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة ثمان وعشرين فما رأينا مثله، وكنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال فقال لي: قد جعلتك" (٦)، وقال محمد بن عوف: "قدم علينا أبو زرعة فما ندري مما يتعجب منه؟ مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة، مع الفهم الواسع" (٧).


(١) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص ٣٤٣.
(٢) انظر: المصدر السابق ص ٣٤٠.
(٣) انظر: الجرح والتعدبل ج ٣/ ق ١/ ٥.
(٤) انظر: الجرح والتعديل ج ٤/ ق ١/ ٣٤٩.
(٥) انظر: الجرح والتعديل ج ١/ ق ١/ ٥٥ ونجران هذه (موضع بحوران من نواحي دمشق وهي بيعة عظيمة عامرة حسنة). انظر:. معجم البلدان في مادة (نجران).
(٦) انظر: تاريخ بغداد ج ١٠ ص ٣٢٨.
(٧) انظر: تاريخ بغداد ج ١٠ ص ٣٢٨.