للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُرْوى (١) أن داوودَ عليهِ السَّلامُ قالَ: يا ربِّ! أيَّ وقتٍ أقومُ لكَ؟ قالَ: لا تَقُمْ أوَّلَ الليلِ ولا آخرَهُ، ولكنْ قُمْ وَسَطَ الليلِ حتَّى تَخْلُوَ بي وأخْلُوَ بكَ، وارْفَعْ إليَّ حوائجَكَ.

وفي الأثرِ المشهورِ (٢): كَذَبَ مَنِ ادَّعى محبَّتي فإذا جَنَّهُ الليلُ نامَ عنِّي، أليسَ كل محبٍّ (٣) يُحِبُّ خلوةَ حبيبِهِ؟ فهاأنا ذا مطَّلعٌ على أحبابي، إذا جَنَّهُمُ الليلُ؛ جَعَلْتُ أبصارَهُم في قلوبهِم، فخاطَبوني على المشاهدةِ، وكَلَّموني على حضوري، غدًا أُقِرُّ أعينَ أحبابي في جناني.

اللَيْلُ لي وَلِأحْبابي أُحادِثُهُمْ … قَدِ اصْطَفَيْتُهُمُ كَيْ يَسْمَعوا وَيَعُوا

لَهُمْ قُلوبٌ بِإسْراري لَها مُلِئَتْ … عَلى وِدادي وَإرشادي لَهُمْ طُبِعوا

سَرَوْا فَما وَهَنوا عَجْزًا وَلا ضَعُفوا … وَواصَلوا حَبْلَ تَقْريبي فَما انْقَطَعوا


= والترمذي (٤٩ - الدعوات، ١١٩ - باب، ٥/ ٥٦٩/ ٣٥٧٩)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (١٣٢٦ - ١٣٣٠)، وابن نصر في "الصلاة" (٦٤٤)، والنسائي (٦ - المواقيت، ٣٥ - النهي عن الصلاة بعد العصر، ١/ ٢٧٩/ ٥٧١ و ٥٨٣) و"الكبرى" (١٥٤٤ و ١٥٦٠ و ٩٩٣٦)، وابن قانع (٢/ ١٩٥ - ١٩٦)، والطبراني في "الدعاء" (١٢٨ - ١٣٤) و"الأوسط" (٦٩٦٠) و"الشاميّين" (٦٠٥ و ٨٠٣ و ٨٠٦ و ٨٦٣ و ١٣٢٠ و ١٤١٠ و ١٥٩٠ و ١٨٤٧)، والدارقطني (١/ ١٠٧ و ١٠٨)، والحاكم (١/ ١٣١ و ٣٠٩، ٣/ ٦٥ و ٦٦ و ٦١٧، ٤/ ١٤٨)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ١٥، ٥/ ١٥٤) و "الدلائل" (١٩٨)، والبيهقي في "السنن" (١/ ٨١، ٢/ ٤٥٤ - ٤٥٥، ٦/ ٣٦٩) و "الدلائل" (٢/ ١٦٨)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (٤/ ٢٣ - ٢٥ و ٥١ - ٥٥)، والبغوي في "السنّة" (٧٧٧)، والأصبهاني في "الترغيب" (١٩٢٣)، وابن عساكر (٤٦/ ٢٥٧ - ٢٦٧)، والمزّي في "التهذيب" (١٧/ ١١، ٢٢/ ١٢٢)؛ من طرق كثيرة عن أبي أمامة وطرق أخرى كثيرة غير طريق أبي أُمامة، عن عمرو بن عبسة … رفعه مطوّلًا ومختصرًا بذكر هذه القطعة وبدونها لكنّ الحديث واحد بلا ريب.
وللحديث أكثر من طريق صحيحة، وأقوى طرقه وأصحّها طريق أبي أُمامة، وقد صحّحه الترمذي وأقرّه المنذري والنووي والهيثمي والعسقلاني، وصحّح الحاكم أكثر من طريق له فيها هذه القطعة على شرط الشيخين أو أحدهما ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني. وحسبك أنّ مسلمًا (٦ - المسافرين، ٥٢ - إسلام عمرو بن عبسة، ١/ ٥٦٩/ ٨٣٢) روى قطعة كبيرة منه ليس فيها المذكور هنا، والحديث هو هو.
* تنبيه: اتّفقت طرق حديث عمرو بن عبسة المختلفة على ذكر جوف الليل الآخر إلّا طريق ابن أبي شيبة فوقع فيها "جوف الليل الأوسط"، ولكنّها معلولة، فالمعروف في هذا الحديث جوف الليل الآخر، وذكر "الأوسط" فيه منكر.
(١) يعني في الإسرائيليّات، ولا أصل له في المرفوع.
(٢) يعني الإسرائيليّ. رواه أبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٩٩) موقوفًا على الفضيل بن عياض.
(٣) في خ: "أليس كل حبيب"، والأولى ما أثبته من م ون وط.

<<  <   >  >>