للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الصَّحيحينِ (١): عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "الحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءً إلَّا الجنَّةُ".

وفي "صحيح مسلم" (٢): عنهُ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "الحجُّ يَهْدِمُ ما قبلَهُ".

فالحجُّ المبرورُ يُكَفِّرُ السِّيِّئاتِ ويوجِبُ دخولَ الجنَّاتِ. وقد رُوِيَ أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عن برِّ الحجِّ، فقالَ: "إطعامُ الطَّعامِ وطيبُ الكلامِ" (٣). فالحجُّ المبرورُ ما اجْتَمَعَ فيهِ فعلُ أعمالِ البرِّ معَ اجتنابِ أعمالِ الإثمِ.

فما دَعا الحاجُّ لنفسِهِ ولا دَعا لهُ غيرُهُ بأحسنَ مِن الدُّعاءِ بأنْ يَكونَ حجُّهُ مبرورًا.

ولهذا يُشْرَعُ للحاجِّ إذا فَرَغَ مِن أعمالِ حجِّهِ وشَرَعَ في التَّحلُّلِ مِن إحرامِهِ برميِ جمرةِ العقبةِ يومَ النَّحرِ أنْ يَقولَ: اللهمَّ! اجْعَلْهُ حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا. رُوِيَ ذلكَ عن ابن مَسْعودٍ وابنِ عُمَرَ مِن قولِهِما، ورُوِيَ عنهُما مرفوعًا (٤).


(١) البخاري (٢٦ - العمرة، ١ - العمرة، ٣/ ٥٩٧/ ١٧٧٣)، ومسلم (١٥ - الحجّ، ٧٩ - فضل الحجّ، ٢/ ٩٨٣/ ١٣٤٩)؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) (١ - الإيمان، ٥٤ - الإسلام يهدم ما قبله، ١/ ١١٢/ ١٢١) من حديث عمرو بن العاص.
(٣) (صحيح). رواه: الطيالسي (١٧١٨)، وأحمد (٣/ ٣٢٥ و ٣٣٤)، وعبد بن حميد (١٠٩١ - منتخب)، والفاكهي في "مكّة" (٨٧٩)، وابن خزيمة، والعقيلي (٤/ ٤٠)، والطبراني في "الأوسط" (٦٦١٤)، وابن عدي (١/ ٣٥٦، ٦/ ٢١٤٦)، والحاكم (١/ ٤٨٣)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ١٥٦، ٦/ ١٤٦)، والبيهقي في "الشعب" (٤١١٩ و ٤١٢٠) و"السنن" (٥/ ٢٦٢)، والأصبهاني في "الترغيب" (١٠٤٧)، والرافعي في "التدوين" (٢/ ٢٨٨)؛ من طرق، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر … رفعه. قال العقيلي: "إسناد ليّن". وقال العسقلاني: "في إسناده ضعف". قلت: له طريقان ساقطتان عن ابن المنكدر وطريقان ضعيفتان وطريقان صالحتان في الشواهد، ومجموعها لا ينزل بهذا الوجه عن رتبة الحسن أبدًا.
ورواه: العقيلي (١/ ١٤١)، والطبراني في "الأوسط" (٨٤٠٠)؛ من طريق بشر بن المنذر، ثنا محمّد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن جابر … رفعه. قال المنذري والهيثمي (٣/ ٢١٠): "إسناده حسن". قلت: بشر سيّئ الحفظ، ومحمّد بن مسلم يخطئ، وقال العقيلي: "لا يتابع عليه من حديث عمرو بن دينار، وهذا يروى عن جابر من حديث محمّد بن المنكدر بإسناد ليّن". قلت: سواء أأخطأ بذكر عمرو بن دينار أم أصاب، فطريقه هذه تزيد الحديث قوّة على قوّته. وقد قوّاه الحاكم والمنذري والذهبي والهيثمي والألباني.
(٤) (ضعيف موقوفًا ولا أصل له في المرفوع). قال العسقلاني في "التلخيص" (٢/ ٢٦٨): "لم أجده. وذكره البيهقي من كلام الشافعيّ. وروى سعيد بن منصور في "السنن" عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يحبّون للرجل إذا رمى الجمار أن يقول: اللهمّ اجعله حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا، وأسنده من وجهين =

<<  <   >  >>