للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلكَ يُدْعى للقادِمِ مِن الحجِّ بأنْ يَجْعَلَ اللهُ حجَّهُ مبرورًا.

وفي الأثرِ أن آدَمَ عليهِ السَّلامُ لمَّا حَجَّ البيتَ وقَضى نسكَهُ؛ أتَتْهُ الملائكةُ فقالوا لهُ: يا آدَمُ! بَرَّ حجُّكَ! لقد حَجَجْنا هذا البيتَ قبلَكَ بألفي عامٍ (١).

وكذلكَ [كانَ] السَّلفُ يَدْعونَ لمَن رَجَعَ مِن حجِّهِ. لمَّا حَجَّ خالِدٌ الحَذَّاءُ ورَجَعَ؛ قالَ لهُ أبو قِلابَةَ: بَرَّ العملُ! معناهُ: جَعَلَ اللهُ عملَكَ مبرورًا.

• وللحجِّ المبرورِ علاماتٌ لا تَخْفى:

قيلَ للحَسَنِ: الحجُّ المبرورُ جزاؤُهُ الجنَّةُ. قالَ: آيةُ ذلكَ أنْ يَرْجِعَ زاهدًا في الدُّنيا راغبًا في الآخرةِ.

وقيلَ لهُ: جزاءُ الحجِّ المبرورِ المغفرةُ. قالَ: آيةُ ذلكَ أنْ يَدَعَ سيِّئَ ما كانَ عليهِ مِن العملِ.

الحجُّ المبرورُ مثلُ حجِّ إبراهيمَ بن أدْهَمَ معَ رفيقِهِ الرَّجلِ الصَّالحِ الذي صَحِبَهُ مِن بَلْخَ: فرَجَعَ مِن حجِّهِ زاهدًا في الدُّنيا راغبًا في الآخرةِ، وخَرَجَ عن ملكِهِ ومالِهِ وآلِهِ وعشيرتِهِ وبلادِهِ واختارَ بلادَ الغربةِ، وقَنَعَ بالأكلِ مِن عملِ يدِهِ إمَّا مِن الحصادِ أو مِن نظارةِ البساتينِ (٢).


= ضعيفين عن ابن مسعود وابن عمر من قولهما عند رمي الجمرة".
(١) (منكر مرفوعًا). رواه: البيهقي (٥/ ١٧٦) من طريق سعيد بن ميسرة البكري، والأصبهاني في "الترغيب" (١٠٢١) من طريق أبي هرمز نافع بن هرمز؛ كلاهما عن أنس … رفعه. والبكري وأبو هرمز متروكان متّهمان، والسند ساقط.
ورواه: الشافعي في "المسند" (ص ١١٦)، وأبو الشيخ في "العظمة" (١٠٤٨)، والبيهقي (٥/ ١٧٧)، والأصبهاني (١٠٤٨)؛ عن محمّد بن كعب موقوفًا. ورواه: الأزرقيّ في "مكّة" (١/ ٣٩، ٢/ ١٣)، وأبو الشيخ (١٠٥١)، وابن الجوزي في "الواهيات" (٩٣٧)؛ عن ابن عبّاس موقوفًا. وابن أبي شيبة (٣٥٩٤٧) عن أنس موقوفًا. والطبري في "التاريخ" (١/ ٨١) عن ابن عمر موقوفًا. والمروزي في "الصلاة" (٨٥٣)، والأزرقي (١/ ٤٥)؛ عن ابن المنكدر موقوفًا. والفاكهي (٥٧٥) عن أبي يزيد بن العجلان موقوفًا. والبيهقي في "الشعب" (٣٩٨٩) عن وهب موقوفًا. وأبو الشيخ (١٠٦٦) عن أبي سلمة موقوفًا. والأزرقي (١/ ٤٥) عن سعيد موقوفًا.
فأصل هذا خبر إسرائيليّ تناقله الصحابة فمن بعدهم موقوفًا والرفع فيه منكر من فعل المتروكين.
(٢) أيّ برّ في أن يخرج المرء عن ماله وملكه وأهله وعشيرته وبلده؟! قد حجّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ثمّ عادوا إلى أموالهم وأهليهم وأعمالهم، وهم والله أحقّ بالبرّ وأهله، ومن جاء بعدهم فقصاراه أن ينال وشلًا من =

<<  <   >  >>