(١) رواه: البخاري (٧٦ - الطبّ، ٣٠ - ما يذكر في الطاعون، ١٠/ ١٧٨/ ٥٧٢٨)، ومسلم (٣٩ - السلام، ٣٢ - الطاعون، ٤/ ١٧٣٧/ ٢٢١٨)؛ من حديث سعد وغيره. (٢) يعني: يمكن أن يكون ناسخًا لمفهوم هذه الأحاديث المتقدّمة ودلالتها على ثبوت العدوى. (٣) مسألة العدوى بين السنّة النبويّة والطبّ الحديث باب واسع جدًّا لا تصلح حواشي هذا الكتاب للتفصيل فيه، ولكنّي لن أخليها من فكرة مختصرة عنها: * أوّلًا: يرى الأطبّاء المعاصرون: [١] أنّ العدوى أمر صحيح ثابت في بعض الأمراض لا فيها جميعًا. [٢] أنّ انتقال العامل الممرض من زيد إلى عمرو لا يعني أنّ عمرًا سيصاب بالمرض يقينًا، بل ها هنا عوامل عدّة داخليّة وخارجيّة تساعد على ظهور المرض أو تقاومه، وحصول المرض يعتمد على محصّلة هذه العوامل. [٣] أنّ إصابة زيد بالمرض ثمّ إصابة عمرو به بعد ملابسة زيد لا يعني بالضرورة أنّ زيدًا أعدى عمرًا، بل من الممكن جدًّا أن يكون العكس صحيحًا. فهذه قضايا صحيحة وثابتة لا يختلف فيها طبيبان. * ثانيًا: أرسى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مسألة العدوى الطبّيّة والحجر الصحّيّ في قوله: "لا يورد ممرض على مصحّ"، وقوله: "فرّ من المجذوم فرارك من الأسد"، وقوله: "إذا وقع الطاعون بأرض فلا تفرّوا … ". فهذه نصوص ثلاثة غاية في الوضوح لا ينبغي أن نتغافل عن مدلولاتها إطلاقًا. * ثالثًا: وكذلك فقد صحّ عنه - صلى الله عليه وسلم - من أوجه قوله: "لا عدوى"، جاء هذا بأصحّ الأسانيد عن جماعة من الصحابة يحيل العقل تخطئتهم فيما نقلوه.