(١) (صحيح). رواه أبو زرعة عمرو بن جرير واختلف عليه فيه على وجهين: روى أوّلهما: أحمد (١/ ٤٤٠)، والترمذي (٢٣ - القدر، ٩ - لا عدوى ولا هامة، ٤/ ٤٥٠/ ٢١٤٣)، وأبو يعلى (٥١٨٢)، وابن أبي حاتم (٢٣١٣) معلّقًا، والطحاوي في "المعاني" (٤/ ٣٠٨)؛ من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، ثنا صاحب لنا، عن ابن مسعود … رفعه. وهذا سند ضعيف من أجل الرجل المبهم. وقد جاء عند الطحاوي أنّه رجل من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لكن تفرّد بذلك حسّان بن إبراهيم الكرماني، وقد تكلّموا في حفظه. وروى الثاني: أحمد (٢/ ٣٢٧)، وأبو يعلى (٦١١٢)، وابن أبي حاتم (٢٣١٣) معلّقًا، والطحاوي (٤/ ٣٠٨)، وابن حبّان (٦١١٩)، والطبراني في "الأوسط" (٦٧٦٢)، والخطيب في "التاريخ" (١١/ ١٦٨)، والبغوي في "السنّة" (٣٢٤٩)؛ من طريق ابن شبرمة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة … رفعه. وهذا سند قويّ رجاله ثقات. والطريقان إلى أبي زرعة قويّتان، ويبدو أنّ أبا زرعة سمعه على الوجهين، فإن كان لا بدّ من الترجيح؛ فالوجه الثاني أرجح؛ لأنّ ابن شبرمة أوثق ولأنّ عمارة تابعه عليه مرّة عند ابن حبّان (٦١١٨). وأمّا أبو حاتم فرجّح الوجه الأوّل وقال: "وهو أشبه بالصواب". ولا يخلو قوله هذا من نظر. والله أعلم. وللحديث طريق أُخرى عن أبي هريرة عند أبي الشيخ في "الطبقات" (٤/ ٤٨)، ولكن لا يفرح بها؛ ففيها عبيد الله بن أبي حميد متروك. فالمعوّل في تقوية هذا الحديث على طريق ابن شبرمة وهو صحيح به. وقد صحّحه ابن حبّان والألباني.