للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: لا يَنْفَعُ الحذرُ مِن القدرِ، ولكنَّ الله يَمْحو بالدُّعاءِ ما يَشاءُ مِن القدرِ.

وعنهُ قالَ: الدُّعاءُ يَدْفَعُ القدرَ (١)، وهوَ إذا دَفَعَ القدرَ؛ فهوَ مِن القدرِ.

وهذا كقولِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا سُئِلَ عن الأدويةِ والرُّقى: هلْ تَرُدُّ مِن قدرِ اللهِ شيئًا؟ فقالَ: "هيَ مِن قدرِ اللهِ تَعالى" (٢).


= (٢/ ٤٤٨)، وأبو نعيم في "أصبهان" (٢/ ٦٠)، والحاكم (١/ ٤٩٣)، والقضاعي (٨٣١ و ١٠٠١)، والبغوي (٣٤١٨)، والأصبهاني (١٢٣٥)؛ من طرق، عن ثوبان … رفعه. وقد صحّحه الحاكم والمنذري والذهبي، وحسّنه العراقي والبوصيري، وإحدى طرقه حسنة أو تكاد.
وشاهد آخر من حديث أنس عند الطبراني في "الدعاء" (٢٩) بسند جيّد.
وشاهد ثالث من حديث ابن عبّاس عند الحاكم (٣/ ٤٨١) بسند ساقط.
وشاهد رابع من حديث أبي أسيد أشار إليه الترمذي.
وشاهد خامس من حديث أبي هريرة عند: الشجري (١/ ٥٢)، والأصبهاني (٤٢٠)؛ بسند ساقط.
ولمعناه شواهد عدّة ضعيفة: منها حديث عائشة المتقدّم قبله، وحديث ابن عمر عند الترمذي (٣٥٤٨)، وحديث عبادة بن الصامت عند الطبراني في "الدعاء" (٣٤).
والحديث صحيح بهذه الشواهد لفظًا ومعنى، وقد قوّاه الترمذي والألباني.
(١) في خ: "ينفع القدر"! وهذا تحريف بيّن صوابه ما أثبتّه من م ون وط.
(٢) (حسن). رواه ابن شهاب الزهري واختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه:
روى الأوّل: ابن حبّان (٦١٠٠) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق، ثنا عمرو بن الحارث، أنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي محمّد بن الوليد، ثني ابن شهاب، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه … رفعه. وإسحاق ضعيف في روايته عن عمرو.
وروى الثاني: الطبراني (٣/ ١٩٢/ ٣٠٩٠) والحاكم (٤/ ٤٠٢) من طريق صالح بن أبي الأخضر، والحاكم (١/ ٣٢) من طريق معمر؛ كلاهما عن ابن شهاب، عن عروة، عن حكيم بن حزام … رفعه. قال الحاكم: "على شرط الشيخين، وقال مسلم في تصنيفه فيما أخطأ معمر في البصرة: إنّ معمرًا حدّث به مرّتين، فقال مرّة: عن الزهري عن ابن أبي خزامة عن أبيه". قال الحاكم: "وعندي أنّ هذا لا يعلّله؛ فقد تابع ابن أبي الأخضر معمرًا … وصالح … فقد يستشهد بمثله". وأقرّه الذهبي. وهو كما قالا.
وروى الثالث: ابن وهب في "الجامع" (٦٩٩)، وأحمد (٣/ ٤٢١)، وابن ماجه (٣١ - الطبّ، ١ - ما أنزل الله داء، ٢/ ١١٣٧/ ٣٤٣٧)، والترمذي (٢٩ - الطبّ، ٢١ - الرقى، ٤/ ٣٩٩/ ٢٠٦٥ و ٢١٤٨)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (٢٦١٠)، والدولابي في "الكنى" (١٦٥ و ١٦٦)، والخرائطي في "المكارم" (٩٤/ ٥٣٧ و ٥٤٠)، والطبراني (٦/ ٤٧/ ٥٤٦٨)، وابن منده في "الصحابة" (٤/ ٤٢٨ - غابة)، والحاكم (٤/ ١٩٩)، وأبو نعيم في "المعرفة" (٤/ ٤٢٨ - غابة)، والبيهقي في "السنن" (٩/ ٣٤٩) و"الشعب" (١٢٠٨) و"الاعتقاد" (ص ١٤١)، وابن عبد البرّ في "الاستيعاب" (٤/ ٥١) معلّقًا؛ من طرق خمسة، عن ابن شهاب، [عن أبي خزامة =

<<  <   >  >>