للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلكَ قالَ عُمَرُ لمَّا رَجَعَ مِن الطَّاعونِ، فقالَ لهُ أبو عُبَيْدَةَ: أفرارًا مِن قدرِ اللهِ؟ فقالَ عُمَرُ: نَفِرُّ مِن قدرِ اللهِ إلى قدرِ اللهِ. فإنَّ الله تَعالى يُقَدِّرُ المقاديرَ ويُقَدِّرُ ما يَدْفَعُ بعضَها قبلَ وقوعِهِ.

وكذلكَ الأذكارُ المشروعةُ تَدْفَعُ البلاءَ.

وفي حديثِ عُثْمانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَن قالَ حينَ يُصْبِحُ ويُمْسي بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهوَ السَّميعُ العليمُ؛ لمْ يُصِبْهُ بلاءٌ" (١).

وفي "المسند": عن عائِشَةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "الشُّؤمُ سوءُ الخلقِ" (٢).


= أحد بني الحارث بن سعد، عن أبيه] … رفعه. على خلاف لهم في هذه الطريق لا يهمّنا هنا بسطه وإنّما يهمّنا أنّ أبا خزامة هذا مجهول. ومع ذلك فقد قال الترمذي: "حسن صحيح".
فالوجه الأوّل يسقط عند الترجيح لضعف راويه، والثاني والثالث قويّان، لكنّ تتابع الخمسة - ومنهم ثقات أثبات - على الثالث يرجّحه على الثاني. فإمّا أن يقال: المحفوظ الثالث والثاني شاذّ، وإليه مال مسلم والحاكم مرّة. أو يقال: هو عند الزهري على الوجهين. وهذا الثاني هو الراجح فيما أرى لأمور: أوّلها: أنّ الأصل بعد صحّة الطرق أن يجمع بينها ما أمكن ولا يضرب بعضها ببعض. والثاني: أنّه لا يبعد عن الزهري على جلالته وسعة روايته أن يروي هذا المتن من أكثر من طريق. والثالث: أنّ معمرًا الثقة الثبت رواه عن الزهري على الوجهين فيما ذكر مسلم، وتابعه ابن أبي الأخضر. فالجمع بين الوجهين أولى من توهيم الثلاثة.
وله شاهد عند الطبراني (١٢/ ١٣١/ ١٢٧٨٤) من طريق صالح المرّيّ، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عبّاس … رفعه. قال الهيثمي (٥/ ٨٨): "فيه صالح المرّيّ، وهو ضعيف". قلت: واه يكاد يترك.
فالحديث حسن بوجهه الثاني، ويزداد حسنًا بالثالث وشاهده، وقد قوّاه الترمذي والحاكم والذهبي.
(١) (صحيح). رواه: الطيالسي (٧٩)، وابن أبي شيبة (٢٩٢٦٦)، وأحمد (١/ ٦٢ و ٦٦)، وعبد بن حميد (٥٤٠ - منتخب)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٦٦٠)، وابن ماجه (٣٤ - الدعاء، ١٤ - ما يدعو إذا أصبح وأمسى، ٢/ ١٢٧٣/ ٣٨٦٩)، وأبو داوود (الموضع السابق، ٢/ ٧٤٤/ ٥٠٨٨ و ٥٠٨٩)، والترمذي (٤٩ - الدعوات، ١٣ - الدعاء إذا أصبح وأمسى، ٥/ ٤٦٥/ ٣٣٨٨)، وعبد الله بن أحمد (١/ ٧٢)، والبزّار (٣٥٧)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٩٨٤٣ و ٩٨٤٥ و ٩٨٤٦ و ١٠١٧٨) و"اليوم والليلة" (١٥ و ٣٤٨)، والطحاوي في "المشكل" (٤/ ١٧١ و ١٧٢)، وابن حبّان (٨٥٢ و ٨٦٢)، والطبراني في "الدعاء" (٣١٧)، وابن السنّي (٤٤)، والحاكم (١/ ٥١٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٩/ ٤٢)، والبغوي (١٣٢٦)، والضياء في "المختارة" (١/ ٤٣٣/ ٣٠٩ و ٣١٠)؛ من طريقين، عن أبان بن عثمان، عن أبيه … به.
وكلتا الطريقين قويّتان، والحديث صحيح بهما، وقد قوّاه الترمذي والدارقطني والحاكم والبغوي والضياء والمنذري والنووي والذهبي والعسقلاني وشاكر والألباني.
(٢) (حسن بشواهده). وقد جاء عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وموصولًا من أوجه: =

<<  <   >  >>