فالوجه الأوّل يسقط عند الترجيح لضعف راويه، والثاني والثالث قويّان، لكنّ تتابع الخمسة - ومنهم ثقات أثبات - على الثالث يرجّحه على الثاني. فإمّا أن يقال: المحفوظ الثالث والثاني شاذّ، وإليه مال مسلم والحاكم مرّة. أو يقال: هو عند الزهري على الوجهين. وهذا الثاني هو الراجح فيما أرى لأمور: أوّلها: أنّ الأصل بعد صحّة الطرق أن يجمع بينها ما أمكن ولا يضرب بعضها ببعض. والثاني: أنّه لا يبعد عن الزهري على جلالته وسعة روايته أن يروي هذا المتن من أكثر من طريق. والثالث: أنّ معمرًا الثقة الثبت رواه عن الزهري على الوجهين فيما ذكر مسلم، وتابعه ابن أبي الأخضر. فالجمع بين الوجهين أولى من توهيم الثلاثة. وله شاهد عند الطبراني (١٢/ ١٣١/ ١٢٧٨٤) من طريق صالح المرّيّ، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عبّاس … رفعه. قال الهيثمي (٥/ ٨٨): "فيه صالح المرّيّ، وهو ضعيف". قلت: واه يكاد يترك. فالحديث حسن بوجهه الثاني، ويزداد حسنًا بالثالث وشاهده، وقد قوّاه الترمذي والحاكم والذهبي. (١) (صحيح). رواه: الطيالسي (٧٩)، وابن أبي شيبة (٢٩٢٦٦)، وأحمد (١/ ٦٢ و ٦٦)، وعبد بن حميد (٥٤٠ - منتخب)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٦٦٠)، وابن ماجه (٣٤ - الدعاء، ١٤ - ما يدعو إذا أصبح وأمسى، ٢/ ١٢٧٣/ ٣٨٦٩)، وأبو داوود (الموضع السابق، ٢/ ٧٤٤/ ٥٠٨٨ و ٥٠٨٩)، والترمذي (٤٩ - الدعوات، ١٣ - الدعاء إذا أصبح وأمسى، ٥/ ٤٦٥/ ٣٣٨٨)، وعبد الله بن أحمد (١/ ٧٢)، والبزّار (٣٥٧)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٩٨٤٣ و ٩٨٤٥ و ٩٨٤٦ و ١٠١٧٨) و"اليوم والليلة" (١٥ و ٣٤٨)، والطحاوي في "المشكل" (٤/ ١٧١ و ١٧٢)، وابن حبّان (٨٥٢ و ٨٦٢)، والطبراني في "الدعاء" (٣١٧)، وابن السنّي (٤٤)، والحاكم (١/ ٥١٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٩/ ٤٢)، والبغوي (١٣٢٦)، والضياء في "المختارة" (١/ ٤٣٣/ ٣٠٩ و ٣١٠)؛ من طريقين، عن أبان بن عثمان، عن أبيه … به. وكلتا الطريقين قويّتان، والحديث صحيح بهما، وقد قوّاه الترمذي والدارقطني والحاكم والبغوي والضياء والمنذري والنووي والذهبي والعسقلاني وشاكر والألباني. (٢) (حسن بشواهده). وقد جاء عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وموصولًا من أوجه: =