للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخَرَّجَهُ الخَرائِطِيُّ، ولفظُهُ: "اليُمْنُ حسنُ الخُلُقِ" (١).

* وفي الجملةِ؛ فلا شؤمَ إلَّا المعاصي والذُّنوبُ؛ فإنَّها تُسْخِطُ الله، فإذا سَخِطَ اللهُ على عبدِهِ؛ شَقِيَ في الدُّنيا والآخرةِ، كما أنَّهُ إذا رَضِيَ عن عبدِهِ سَعِدَ في الدُّنيا والآخرةِ.

قالَ بعضُ الصَّالحينَ، وقد شُكِيَ إليهِ بلاءٌ وَقَعَ في النَّاسِ، فقالَ: ما أرَى ما أنتُم فيهِ إلَّا بشؤمِ الذُّنوبِ.

وقالَ أبو حازمٍ: كلُّ ما شَغَلَكَ عن اللهِ مِن أهلٍ أو ولدٍ أو مالٍ فهوَ عليكَ شؤمٌ.


= * فرواه: أحمد (٦/ ٨٥)، والخرائطي في "المساوئ" (٢ و ٣)، والطبراني في "الأوسط" (٤٣٥٧) و"الشاميّين" (١٤٦٢)، وابن عديّ (٢/ ٤٧٢)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ١٠٣)، والقضاعي في "الشهاب" (٢٥٤)؛ من طرق، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد (وقال ابن عديّ: ضمرة بن حبيب)، عن عائشة … رفعته. وهذا سند ضعيف فيه علّتان: أشار إلى الأولى أبو نعيم بقوله: "تفرّد به أبو بكر". قال الهيثمي (٨/ ٢٨): "وهو ضعيف". قلت: بل توبع عند البخاري في "التاريخ" (٢/ ٣٢١): قال عبد الله، عن معاوية، عن حبيب بن عبيد، عن عائشة … رفعته بهذا اللفظ. وعبد الله هو كاتب الليث فيه ضعف. لكنّ متابعته أفادتنا: أنّ الصواب ها هنا ذكر حبيب، وأنّ ذكر ضمرة من تخليطات ابن أبي مريم، وأنّ الصواب في المتن ذكر الشؤم و"اليمن "رواية بالمعنى من تخليطات ابن أبي مريم، وأنّ ابن أبي مريم بريء من عهدة الحديث وإعلاله به لا يستقيم. والعلّة الثانية: أنّ رواية حبيب عن عائشة مرسلة.
ورواه: أبو نعيم (١٠/ ٢٤٩)، والخطيب في "التاريخ" (٤/ ٢٧٦)؛ من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري، ثنا جابر بن سليم، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمّد بن إبراهيم، عن عائشة … رفعته. والغفاريّ متّهم متروك لا تسوى متابعته فلسًا.
* ورواه ابن وهب في "الجامع" (٤٨٨) من طريق قويّة، عن زيد بن الأخنس الكعبي، عن سعيد بن المسيّب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - … بنحوه. وزيد وثّقه ابن حبّان وروى عنه ثقتان، فالسند مرسل صالح.
* ورواه: السهمي في "جرجان" (ص ١٣٩/ رقم ١٥٣)، والطبراني في "الأوسط" (٥٧٢٢ و ٨٣٩٩)، والدارقطني في "الأفراد"، والأصبهاني في "الترغيب" (١١٩٥)، والرافعي في "التدوين" (١/ ٣٠٢)؛ من حديث جابر بن عبد الله بسند واه.
* ورواه ابن شاهين في "ثلاثة مجالس من الأماني" (٧٩٢ - الضعيفة) من حديث ابن عمر بسند واه.
* وله شاهد واه من حديث رافع بن مكيث تقدّم آنفًا (ص ١٨٩).
وأخلص من هذا إلى أنّ اجتماع حديث عائشة مع مرسل ابن المسيّب يشدّ هذا المتن ويفيد أنّ له أصلًا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأمّا الموصولات الأخيرة؛ فواهية دون حدّ الاعتبار. وقد ضعّف الألباني يرحمه الله هذا المتن، ولعلّه لو وقف على طريق البخاري في "التاريخ" لكان له موقف آخر. والله أعلى وأعلم.
(١) (منكر بهذا اللفظ). تقدّم لك آنفًا أنّه من تخليطات ابن أبي مريم التي لم يتابع عليها.

<<  <   >  >>