للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قيلَ:

فَلا كانَ ما يُلْهي عَنِ اللهِ إنَّهُ … يَضُرُّ وَيُؤْذي إنَّهُ لَمَشُومُ

فالشُّؤمُ في الحقيقةِ هوَ المعصيةُ، واليمنُ [هوَ] طاعةُ اللهِ وتقواهُ، كما قيلَ:

إنَّ رَأْيًا دَعا إلى طاعةِ اللـ … ـهِ لَرَأْيٌ مبارَكٌ مَيْمونُ

والعدوى التي تُهْلِكُ مَن قارَبَها هيَ المعاصي، فمَن قارَبَها وخالَطَها وأصَرَّ عليها؛ هَلَكَ، وكذلكَ مخالطةُ أهلِ المعاصي ومَن يُحَسِّنُ المعاصيَ ويُزَيِّنُها ويَدْعو إليها مِن شياطينِ الإنسِ، وهُم أضرُّ مِن شياطينِ الجنِّ.

قالَ بعضُ السَّلفِ: شيطانُ الجنِّ تَسْتَعيذُ بِاللهِ منهُ فيَنْصَرِفُ، وشيطانُ الإنسِ لا يَبْرَحُ حتَّى يوقِعَكَ في المعصيةِ.

وفي الحديثِ: "يُحْشَرُ المرءُ على دينِ خليلِهِ، فلْيَنْظُرْ أحدُكُمْ مَن يُخالِلُ" (١).

وفي حديثٍ آخرَ: "لا تَصْحَبْ إلَّا مؤمنًا ولا يَأْكُلْ طَعامَكَ إلَّا تقيٌّ" (٢).


(١) (حسن). وقد جاء من حديث أبي هريرة وسهل:
فرواه: الطيالسي (٢٥٧٣)، وإسحاق (١/ ٣٥٢/ ٣٥١)، وأحمد (٢/ ٣٠٣ و ٣٣٤)، وعبد بن حميد (١٤٣١)، وأبو داوود (٣٥ - الأدب، ١٩ - من يؤمر أن يجالس، ٢/ ٦٧٥/ ٤٨٣٣)، والترمذي (٣٧ - الزهد، ٤٥ - باب، ٤/ ٥٨٩/ ٢٣٧٨)، وابن عديّ (٣/ ١٠٧٤)، وابن بطّة في "الإبانة" (٣٥٤ و ٣٥٦)، والحاكم (٤/ ١٧١)، والقضاعي في "الشهاب" (١٨٧ و ١٨٨)، والبيهقي في "الشعب" (٩٤٣٦ و ٩٤٣٧)، والخطيب في "التاريخ" (٤/ ١١٥)، والذهبي في "النبلاء" (٨/ ١٨٩ و ٤٥٣)؛ من طريق زهير بن محمّد، ثني موسى بن وردان، عن أبي هريرة … رفعه. وهذا سند قويّ، رواية العقديّ وابن مهدي عن زهير مستقيمة وهذا منها، وقد تابعه ابن لهيعة عند ابن بطّة (٣٥٥). وموسى بن وردان لا بأس بحديثه.
ورواه: ابن بطّة (٣٥٧)، والحاكم (٤/ ١٧١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ١٦٥)، والبيهقي في "الشعب" (٩٤٣٨)؛ من طريقين واهيتين، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة … رفعه. صحّحه الحاكم والذهبي وأعلّه العسقلاني بضعيف ومجهول. قلت: وفي الطريق الأخرى مجهول أيضًا.
ورواه: القضاعي (٩٠٧)، والخطيب في "الأوهام" (٢/ ١٢٨)؛ من طريق سليمان بن عمرو النخعي، عن أبي حازم، عن سهل … رفعه. والنخعي هذا هو أبو داوود، كذّاب.
فحديث سهل لا يصلح لصالحة، وطريق أبي هريرة الثانية واهية، فالمعوّل في تحسين هذا الحديث على الطريق الأولى، وإلى تقويته انفصل الترمذي والحاكم والنووي والذهبي والألباني.
(٢) (حسن). رواه: ابن المبارك في "الزهد" (٣٦٤)، والطيالسي (٢٢١٣)، وأحمد (٣/ ٣٨)، والدارمي (٢/ ١٠٣)، وأبو داوود (٣٥ - الأدب، ١٩ - من يؤمر أن يجالس، ٢/ ٦٧٥/ ٤٨٣٢)، والترمذي (٣٧ - الزهد، ٥٥ - صحبة المؤمن، ٤/ ٦٠٠/ ٢٣٩٥)، وأبو يعلى (١٣١٥)، وابن حبان (٥٥٤ و ٥٥٥ =

<<  <   >  >>