للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالَ أبو الجَوْزاءِ: كانَ الرَّجلُ مِن أهلِ المدينةِ إذا أصابَتْهُ مصيبةٌ؛ جاءَ أخوهُ فصافَحَهُ، وتقولُ: يا عبدَ اللهِ! اتَّقِ الله؛ فإنَّ في رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أُسوةً حسنةً.

اصْبِرْ لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ … وَاعْلَمْ بِأنَّ المَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ

واصْبِرْ كَما صَبَرَ الكِرامُ فَإنَّها … نُوَبٌ تَنُوبُ اليَوْمَ تكْشَفُ في غَدِ

وَإذا أتَتْكَ مُصيبَةٌ تَشْجى بِها … فَاذْكُرْ (١) مُصابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ


= الثالث: عبد الرزّاق في "المصنّف" (٦٧٠٠)، ونعيم بن حمّاد في "زوائد الزهد" (٢٧١)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٤/ ٣٢٠) تعليقًا، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (١٩/ ٣٢٥)؛ من طريق سفيان، عن علقمة، عن عبد الرحمن بن سابط … مرسلًا. وسفيان ثقة إمام. فهذا الوجه هو المعتمد في حديث علقمة، والوجهان المتقدّمان ساقطان، والحديث مرسل صحيح. ومن هنا تعلم ما في قول العسقلاني: "إسناده حسن، لكن اختلف فيه على علقمة".

• ورواه أحمد في "الفضائل" (٢١٦) والطبراني في "الأوسط" (٤٤٤٥) و "الصغير" (٦١٣) وابن عبد البرّ في "التمهيد" (١٩/ ٣٢٤) من طريق عبد الله بن جعفر بن نجيح، ورواه ابن ماجه (٦ - الجنائز، ٥٥ - الصبر على المصيبة، ١/ ٥١٠/ ١٥٩٩) والبيهقي في "الشعب" (١٠١٥٤) و"الدلائل" (٧/ ٢٠٢) من طريق موسى بن عبيدة الربذي؛ كلاهما عن مصعب بن محمّد بن شرحبيل، عن أبي سلمة، عن عائشة … رفعته. قال الهيثمي في الطريق الأولى (٣/ ١٥، ٩/ ٤٠): "فيه عبد الله بن جعفر بن نجيح، وهو ضعيف". قلت: بل واه. وقال البوصيري في الطريق الثانية: "فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف". قلت: وحديث عائشة باق على ضعفه باجتماع طريقيه لشدّة وهاء الأولى.

• ورواه فطر بن خليفة واختلف عليه فيه على وجهين: روى الأوّل: ابن عدي (٥/ ١٨٢١)، وأبو نعيم في "أصبهان" (١/ ١٥٨)، والبيهقي في "الشعب" (١٠١٥٢)؛ من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، عنه، عن شرحبيل بن سعد، عن ابن عبّاس … رفعه. وروى الثاني: ابن سعد (٢/ ٢٧٥)، والدارمي (١/ ٤٠)، والعقيلي (٣/ ٤٦٥)، وابن السنّي (٥٨٣)، وابن عديّ (٦/ ٢٠٥٦)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (١٩/ ٣٢٢)؛ من طرق، عن فطر، عن عطاء، [عن ابن عبّاس] … رفعه. وفي الطرائفيّ كلام طويل، وهو مدلّس عنعن، فلا تقوم روايته لرواية الثقات الذين رووه على الوجه الثاني، فالمحفوظ هنا الوجه الثاني، واختلافهم فيه وصلًا وإرسالا لا يضرّ؛ لأن الوصل زيادة ثقة، والحديث من هذا الوجه لا بأس به.

• ورواه: أبو يعلى (٧٥٤٧)، والطبراني (٦/ ١٣٥/ ٥٧٥٧)، والبيهقي في "الشعب" (١٠١٥١)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (١٩/ ٣٢٢) تعليقًا؛ من طريق موسى بن يعقوب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد … رفعه بنحوه. وحديث موسى صالح في الشواهد على الأقلّ.
فهذه ستّة أوجه لهذا الحديث، أوّلها ساقط، والثلاثة التي تليه مراسيل قويّة، والخامس مرفوع ضعيف، والسادس مرفوع حسن. ويضاف إلى ذلك حديث سهل الصالح الذي يشهد للمعنى. فهذا أكثر من كاف لتقوية هذا المتن، وقد مال إلى تقويته الهيثمي والعسقلاني والمناوي والألباني.
(١) في خ: "جاء أخوه وصافحه … مصيبة فاصبر لها واذكر"، والأولى ما أثبتّه من م ون وط.

<<  <   >  >>