للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُحَمَدًا قد ماتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ الله؛ فإن الله حيٌّ لا يَموتُ، وتَلا {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} الآيةَ [آل عمران: ١٤٤]. فاسْتَيْقَنَ النَّاسُ كلُّهُم بموتِهِ وكأنَّهُم لم يَسْمَعوا هذهِ الآيةَ مِن قبلِ أنْ يَتْلُوَها أبو بكرٍ، فتَلَقَاها النّاسُ منهُ، فما يُسْمَعُ أحدٌ إلَّا يَتْلوها.

وقالَتْ فاطِمَةُ عليها السَّلامُ: يا أبتاه! أجابَ ربًّا دَعاه، يا أبتاه! جنَّةُ الفردوسِ مأْواه، يا أبتاه! إلى جِبْريلَ أنْعاه، يا أبتاه! مِن ربِّهِ ما أدناه. وعاشَتْ بعدَهُ ستَّةَ أشهرٍ، فما ضَحِكَتْ في تلكَ المدَّةِ، وحُقَّ لها ذلكَ رَضِيَ اللهُ عنها.

عَلى مِثْلِ لَيْلَى يَقْتُلُ المَرْءُ نَفْسَهُ … وإنْ كانَ مِنْ لَيْلَى عَلى الهَجْرِ طاوِيا

• كُلُ المصائبِ تَهونُ عندَ هذهِ المصيبةِ.

في "سنن ابن ماجَهْ"؛ أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قالَ في مرضِهِ: "أيُّها النَّاسُ! إنْ أحدٌ مِن الناس (أو: مِن المؤمنينَ) أُصيبَ بمصيبةٍ؛ فَلْيَتَعَزَّ بمصيبتِهِ بي عن المصيبةِ التي تُصيبُهُ بغيري؛ فإنَّ أحدًا مِن أُمَّتي لن يُصابَ بمصيبةٍ بعدي أشدَّ عليهِ مِن مصيبتي" (١).


(١) (صحيح بشواهده). وقد جاء عن جماعة من الصحابة والتابعين:

• فرواه ابن عبد البرّ في "التمهيد" (١٩/ ٣٢٤) من طريق حسّان بن غالب، ثني الليث بن سعد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن المسور … رفعه. قال ابن عبدالبرّ: "غير متّصل". قلت: أبو بكر هذا مجهول من أحفاد المسور، وحسّان متهم.

• ورواه: مالك في "الموطّأ" (١/ ٢٣٦)، وابن المبارك في "الزهد" (٤٦٧)، وابن سعد (٢/ ٢٧٥)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (١٩/ ٣٢٢)؛ من طريقين، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، [عن أبيه] … به. وهذا مرسل قويّ.

• ورواه الدارمي (١/ ٤٠) من طريق قويّة، عن الأوزاعي، ثني يعيش بن الوليد، ثني مكحول … به. وهذا مرسل قويّ.

• ورواه علقمة بن مرثد واختلف عليه فيه على ثلاثة وجوه: روى أوّلها: ابن عدي (٧/ ٢٦٢٥)، وابن السنّي (٥٨٢)، والذهبي في "الميزان" (٤/ ٤٧١) معلّقًا، والعسقلاني في "اللسان" (٦/ ٣٩٩) معلّقًا؛ من طريق يوسف بن الغرق، عن عثمان بن مقسم البرّيّ، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه … رفعه. ويوسف وعثمان متروكان. وروى الثاني: بقيّ بن مخلد (٢/ ٢ - إصابة)، وأبو حاتم الرازي في "الوحدان" (٤/ ٣٢٠ - جرح)، والبغوي في "الصحابة" (٢/ ٢ و ٣١٣ - إصابة)، وابن قانع في "المعجم" (١/ ١٣٥ - إصابة)، والبيهقي في "الشعب" (١٠١٥٣)؛ من طريق يحيى الحمّاني، عن أبي بردة عمرو بن يزيد الكندي، عن علقمة، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبيه … رفعه. والحمّاني غير مأمون والكنديّ ضعيف. وروى =

<<  <   >  >>