للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد تَضَمَّنَ هذا الحديثُ ذكرَ صيامِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِن جميعِ السَّنةِ، وصيامَهُ مِن أيَّامِ الأُسبوعِ، وصيامَهُ مِن شهورِ السَّنةِ.

• فأمَّا صيامُهُ مِن السَّنةِ؛ فكانَ - صلى الله عليه وسلم - يَسْرُدُ الصِّيامَ أحيانًا والفِطْرَ أحيانًا، فيَصومُ حتَّى يُقالَ لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى يُقالَ لا يَصومُ.

وقد رَوَى ذلكَ أيضًا عائِشَةُ (١) وابنُ عَبَّاسٍ وأنَسٌ وغيرُهُم.

ففي الصَّحيحينِ (٢) عن عائِشَةَ؛ قالَتْ: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصومُ حتَّى نَقولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقولَ: لا يَصومُ.

وفيهِما (٣) عن ابن عَبَّاسٍ؛ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصومُ إذا صامَ حتَّى يَقولَ القائلُ: لا واللهِ لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ إذا أفْطَرَ حتَّى تقولَ القائلُ: لا واللهِ لا يَصومُ.

وفيهِما (٤) عن أنَسٍ؛ أنَّهُ سُئِلَ عن صيامِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: ما كُنْتُ أُحِبُّ أنْ أراهُ مِن الشَّهرِ صائمًا إلَّا رَأيْتُهُ ولا مفطرًا إلَّا رَأيْتُهُ، ولا مِن الليلِ قائمًا إلَّا رَأيْتُهُ ولا نائمًا إلَّا رَأيْتُهُ.

ولمسلمٍ (٥) عنهُ؛ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصومُ حتَّى يُقالَ: قد صامَ قد صامَ، ويُفْطِرُ حتَّى يُقالَ: قَدْ أفْطَرَ قد أفْطَرَ (٦).

• وقد كانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُنْكِرُ على مَن يَسْرُدُ الصَّومَ الدَّهرَ ولا يُفْطِرُ منهُ، ويُخْبِرُ عن نفسِهِ أنَّهُ لا يَفْعَلُ ذلكَ.


= ضعيفة بمجهولين، والحديث صحيح غاية بمجموع طرقه الأربع بما يغني عن التفصيل فيها، وقد قوّاه ابن خزيمة والضياء المقدسي والمنذري والعسقلاني والألباني.
(١) في خ: "أيضًا عن عائشة"! والأولى ما أثبتّه من م ون وط.
(٢) البخاري (٣٠ - الصوم، ٥٢ - صوم شعبان، ٤/ ٢١٣/ ١٩٦٩)، ومسلم (١٣ - الصيام، ٣٤ - صيامه - صلى الله عليه وسلم -، ٢/ ٨٠٩/ ١١٥٦).
(٣) البخاري (٣٠ - الصوم، ٥٣ - ما يذكر من صومه - صلى الله عليه وسلم -، ٤/ ٢١٥/ ١٩٧١)، ومسلم (الموضع السابق، ٤/ ٨١١/ ١١٥٧).
(٤) بل في البخاري فقط (الموضع السابق، ١٩٧٣).
(٥) (الموضع السابق، ٤/ ٨١٢/ ١١٥٨).
(٦) زاد في خ هنا "وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتّى يقال قد صام ويفطر حتّى يقال قد أفطر" مرّة أخرى.

<<  <   >  >>