للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالَ بعضُ السَّلفِ: ذاكرُ اللهِ في الغافلينَ كمَثَلِ الذي يَحْمي الفئةَ المنهزمةَ، ولولا مَن يَذْكُرُ الله في غفلةِ النَّاسِ؛ لَهَلَكَ النَّاسُ.

رَأى جماعةٌ مِن المتقدِّمينَ في منامِهِم كأنَّ ملائكةً نَزَلَتْ إلى بلادٍ شتَّى، فقالَ بعضُهُم لبعضٍ: اخْسِفوا بهذهِ القريةِ، [فـ]ـقالَ بعضُهُم: كيفَ نَخْسِفُ بها وفلانٌ فيها قائم يُصَلِّي؟

ورَأى بعضُ المتقدِّمينَ في منامِهِ مَن يُنْشِدُ:

لَوْلا الَّذينَ لَهُمْ وِرْدٌ يُصَلونا … وَآخَرونَ لَهُمْ سَرْدٌ يَصومونا

لَدُكْدِكَتْ أرْضُكُمْ مِنْ تَحْتِكُمْ سَحَرًا … لِأنَّكُمْ قومُ سَوْءٍ ما تُطيعونا

وفي "مسند البَزَّارِ" عن أبي هُرَيْرَةَ مرفوعًا: "مهلًا عن اللهِ مهلًا! فلولا عبادٌ رُكَّعٌ وأطفالٌ رُضَّع وبهائمُ رُتَّعٌّ؛ لَصُبَّ عليكُمُ العذابُ صبًّا" (١).


= قال ابن عدي: "هذا عندي قد حمل يحيى بن سليم حديث عبّاد بن كثير على حديث عمران بن مسلم فجمع بينهما، وعمران خير من عبّاد". قلت: يحيى سيء الحفظ، وقد جمع بين لفظي عمران وعبّاد بصورة لا يطمئنّ القلب إليها إطلاقًا، وهذا من أدلّة سوء تحمّله وأدائه للحديث. وعمران بن مسلم الذي يروي عن ابن دينار وعنه ابن سليم قال البخاري منكر الحديث وفرّق بينه وبين القصير وتابعه جماعة، فإن كانا واحدًا كما ذهب إليه جماعة؛ فهذا لا يعفي روايته عن ابن دينار أو رواية ابن سليم عنه من النكارة. وعبّاد بن كثير هالك.
فالسند واه، وقد أعلّه ابن عديّ والمنذري والذهبي والعراقي والألباني.
(١) (ضعيف). رواه: البزّار (٣٢١٢ - كشف الأستار)، وأبو يعلى (٦٤٠٢ و ٦٦٣٣)، والطبراني في "الأوسط" (٧٠٨١)، وابن عدي (١/ ٢٤٣)، والبيهقي (٣/ ٣٤٥)، والخطيب في "التاريخ" (٦/ ٦٤)؛ من طريق إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي هريرة … رفعه. قال الهيثمي (١٠/ ٢٣٠): "فيه إبراهيم بن خشتم وهو ضعيف". قلت: إبراهيم متروك، والسند ساقط.
وله شاهد عند: ابن أبي عاصم في "الآحاد" (٩٦٥)، وابن قانع في "المعجم" (٢/ ١٨٤/ ٦٧٥) على خطأ عنده بيّنه العسقلاني في "الإصابة" (٣/ ١٥٩)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٣٠٩/ ٧٨٥) و"الأوسط" (٦٥٣٩)، وابن عدي (٤/ ١٦٢٢، ٦/ ٢٣٧٧)، وابن منده (٣/ ٤٠٦ - إصابة)، وأبي نعيم في "المعرفة" (٢/ ١٠٤ - التلخيص)، والبيهقي في "السنن" (٣/ ٣٤٥) و"الشعب" (٩٢٨٠)، وابن الأثير في "الغابة" (٤/ ١١٣) تعليقًا؛ من طريق عبد الرحمن بن سعد المؤذّن، عن مالك بن عبيدة بن مسافع الدئلي، عن أبيه، عن جدّه … رفعه. قال الذهبي: "مالك وأبوه مجهولان". وقال الهيثمي (١٠/ ٢٣٠): "فيه عبد الرحمن بن سعد بن عمّار، وهو ضعيف". قلت: فهذه آفات ثلاث، والسند واه.
وله شاهد رواه أبو نعيم في "المعرفة" (٢/ ١٠٤ - التلخيص) و"الحلية" (٦/ ١٠٠) من طريق معاوية بن صالح، عن أبي الزاهريّة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وهذا مرسل أو معضل؛ فإنّ أكثر رواية أبي الزاهريّة عن التابعين.

<<  <   >  >>