للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وفي فضلِ ليلةِ نصفِ شعبانَ أحاديثُ أُخَرُ متعدِّدةٌ، وقدِ اخْتُلِفَ فيها، فضَعَّفَها الأكثرونَ، وصَحَّحَ ابنُ حِبَّانَ بعضَها وخَرَّجَهُ في "صحيحه".

ومِن أمثلِها حديثُ عائِشَةَ؛ قالَتْ: فَقَدْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فخَرَجْتُ، فإذا هوَ بالبقيعِ رافعٌ رأْسَهُ إلى السَّماءِ، فقالَ: "أكُنْتِ تخافينَ أنْ يَحيفَ اللهُ عليكِ ورسولُهُ؟ ". فقُلْت: يا رسولَ اللهِ! ظَنَنْتُ أنَّكَ أتَيْتَ بعضَ نسائِكَ. فقالَ: "إنَّ الله [تَبارَكَ و] تَعالى يَنْزِلُ ليلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيَغْفِرُ لأكثرَ مِن عددِ شعرِ غنمِ كلبٍ" (١). خَرَّجَهُ


= (٩٢٣)، والأصبهاني في "الترغيب" (١٨٣٣)، والمزّي في "التهذيب" (٣٣/ ١٠٧)؛ من طريق أبي بكر بن أبي سبرة، عن إبراهيم بن محمّد، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن عليّ … رفعه.
قال البوصيري: "إسناده ضعيف لضعف ابن أبي سبرة، واسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمّد بن أبي سبرة، قال فيه أحمد وابن معين: يضع الحديث". قلت: وإبراهيم بن محمّد هو ابن أبي يحيى كما استظهر العسقلاني في "التهذيب"، وهو متروك متّهم. فالسند ساقط، وقد وهّاه ابن الجوزي، وضعّفه المنذري والبوصيري، وقال العراقي: "باطل"، وقال الألباني: "موضوع السند".
(١) (ضعيف). رواه: ابن أبي شيبة (٢٩٨٤٩)، وإسحاق في "المسند" (٢/ ٣٢٧/ ٨٥٠، ٣/ ٩٧٩/ ١٧٠٠ و ١٧٠١)، وأحمد (٦/ ٢٣٨)، وعبد بن حميد (١٥٠٩)، وابن ماجه (الموضع السابق، ١٣٨٩)، والترمذي (٦ - الصوم، ٣٩ - ليلة النصف، ٣/ ١١٦/ ٧٣٩)، والدارقطني في "النزول" (٨٩ - ٩١)، واللالكائي في "الاعتقاد" (٧٦٤)، والبيهقي في "الشعب" (٣٨٢٤ و ٣٨٢٦) و"الفضائل" (٣٧)، والبغوي في "السنّة" (٩٩٢)، وابن الجوزي في "الواهيات" (٩١٥ و ٩١٨)؛ من طريقين قويّتين، عن الحجّاج بن أرطاة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة … رفعته. قال الترمذي: "لا نعرفه إلّا من هذا الوجه". قلت: واهٍ فيه علل: أولاها: أنّ الحجّاج كثير الخطأ ليّن الحديث. والثانية: أنّه كثير التدليس، وقد عنعن، على أنّ البخاري قال: "لم يسمع من يحيى". والثالثة: أنّ فيه انقطاعًا آخر، فقد قال البخاري: "يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة". والرابعة: أنّ البيهقي رواه في "الشعب" (٣٨٢٥) من وجه قويّ عن الحجّاج عن يحيى مرسلًا وقال: "المحفوظ هذا الحديث من حديث الحجّاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير مرسلًا". والخامسة: أنّ فيه خلافًا أشار إليه الدارقطني بقوله: "روي من وجوه، وإسناده مضطرب غير ثابت".
ورواه الفاكهي في "مكّة" (١٨٣٩) من طريق عمّار بن عمرو بن هاشم الجنبي، عن أبيه، عن الحجّاج، عن مكحول، عن كثير بن مرّة الحضرمي، عن عائشة … رفعته. وعمّار وعمرو ضعيفان، وقد خالفا رواية الثقات عن الحجّاج، وهذا حدّ النكارة.
ورواه الإسماعيلي في "شيوخه" (١/ ٤٠٧/ ٧١) من طريق الشعبي، عن عروة، عن عائشة. لكنّ في طريقه عبّاد بن أحمد بن عبد الرحمن العرزمي متروك، وعمّه وجدّه لم أعرفهما.
وروى البيهقي في "الفضائل" (٣٥) معناه من طريق النضر بن كثير، عن يحيى بن سعيد، عن عروة، عن عائشة. لكنّ النضر متروك.
ورواه البيهقي في "الشعب" (٣٨٣٧) عن وهيب المكّي عن أبي رهم عن عائشة. لكن من طريق محمّد =

<<  <   >  >>