للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكُم" (١). خَرَّجَهُ سَلَمَةُ بنُ شَبِيبٍ في كتابِ "فضائل رمضان" وغيرُهُ. وفي إسنادِهِ مقالٌ.

وقد رُوِيَ مِن وجهٍ آخرَ عن عِكْرِمَةَ عن ابن عَبَّاسٍ موقوفًا بعضُهُ (٢).

وقد رُوِيَ معناهُ مرفوعًا مِن وجوهٍ أُخَرَ فيها ضعفٌ (٣).

• مَن وَفَّى ما عليهِ مِن العملِ كاملًا؛ وُفِّيَ لهُ الأجرُ كاملًا، ومَن سَلَّمَ ما عليهِ موفَّرًا؛ تَسَلَّمَ ما لهُ نقدًا لا مؤخَّرًا.

ما بِعْتُكُمْ مُهْجَتي إلَّا بِوَصْلِكُمُ … وَلا أُسَلِّمُها إلَّا يَدًا بِيَدِ

[فَإنْ وَفَيْتُمْ بِما قُلْتُمْ وَفَيْتُ أنا … وَإنْ أبَيْتُمْ يكونُ الرَّهْنُ تَحْتَ يَدي] (٤)

ومَن نَقَصَ مِن العملِ الذي عليهِ؛ نُقِصَ مِن الأجرِ بحسبِ نقصِهِ، فلا يَلُمْ إلَّا نفسَهُ.

قالَ سَلْمانُ: الصَّلاةُ مكيالٌ، فمَن وَفَّى؛ وُفِّيَ لهُ، ومَن طَفَّفَ؛ فقد عَلِمْتُمْ ما قيلَ في المطفِّفينَ.

فالصِّيامُ وسائرُ الأعمالِ على هذا المنوالِ: مَن وَفَّاها؛ فهوَ مِن خيارِ عبادِ اللهِ الموفِّينَ، ومَن طَفَّفَ فيها؛ فويلٌ للمطفِّفينَ.

أما يَسْتَحي مَن يَسْتَوْفي مكيالَ شهواتِهِ ويُطَفِّفُ في مكيالِ صيامِهِ وصلاتِهِ؟! ألا بعدًا لِمَدْيَنَ!

في الحديثِ: "أسوأُ النَّاسِ سرقةً الذي يَسْرِقُ صلاتَهُ" (٥).


(١) (موضوع). قطعة من حديث طويل تقدّم (ص ٣٧٣) أنّه موضوع أوّله "إن الحور العين تنادي في شهر رمضان … " إلخ.
(٢) فهذه علة أُخرى تضاف إلى ما تقدّم من العلل، ووقع في خ: "مرفوعًا بعضه"!
(٣) شديد جدًّا في السند ونكارة في المتن يجزم المرء معها أنّه موضوع كما تقدّم (ص ٣٧٣).
(٤) ليست في خ و م، وإنّما استفدتها من ط.
(٥) (صحيح). وقد جاء عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وموصولًا من أوجه:

• فرواه: مالك في "الموطأ" (١/ ١٦٧)، وعبد الرزّاق (٣٧٤٠)، والشافعي في "المسند" (ص ١٦٣) و"اختلاف الحديث" (ص ٢١١)، وابن عبد البرّ (٢٣/ ٤٠٩)؛ من طريق يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن النعمان بن مرّة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - … به. وهذا سند مرسل قويّ.

• ورواه الحسن واختلفوا عليه فيه على وجهين: روى أوّلهما: الطبراني في "الأوسط" (٣٤١٦) و"الصغير" (٣٣٦)، والعسكري في "التصحيفات" (٢/ ٩٠٢)؛ من طريق زيد بن الحرشي (أو: الحريش)، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا عوف، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفّل … رفعه. وروى الثاني: ابن أبي شيبة =

<<  <   >  >>