للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا كانَ الويلُ لمَن طَفَّفَ مكيالَ الدُّنيا؛ فكيفَ حالُ مَن طَفَّفَ مكيالَ الدِّينِ!

{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: ٤ - ٥].

غَدًا تُوَفَّى النُّفوسُ ما كَسَبَتْ … وَيَحْصُدُ الزَّارِعونَ ما زَرَعوا

إنْ أحْسَنوا أحْسَنوا لِأنْفُسِهِمْ … وَإنْ أساؤوا فَبِئْسَ ما صَنَعوا

كانَ السَّلفُ الصَّالحُ يَجْتَهِدونَ في إتمامِ العملِ وإكمالِهِ وإتقانِهِ، ثمَّ يَهْتَمُّونَ بعدَ ذلكَ بقبولِهِ ويَخافونَ مِن ردِّهِ، وهؤلاءِ الذينَ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}


= (٢٩٦٧): ثنا هشيم، أنا يونس، عن الحسن … مرسلًا. وزيد لا يعدو أن يكون مقبولًا في المتابعات، وعثمان تغيّر وصار يتلقّن، فالمعروف هنا الوجه الثاني المرسل، والوصل من مناكير زيد أو عثمان.

• ورواه الأوزاعي واختلف عليه فيه على وجهين: روى أوّلهما: أحمد (٥/ ٣١٠)، والدارمي (١/ ٣٠٤)، وأبو يعلى في "المعجم" (١٥٠)، وابن خزيمة (٦٦٣)، وابن أبي حاتم في "العلل" (٤٨٧)، والطبراني في "الكبير" (٣/ ٢٤٢/ ٣٢٨٣) و"الأوسط" (٨١٧٥)، والدارقطني في "العلل" (١٠٣٣)، والحاكم (١/ ٢٢٩)، والبيهقي (٢/ ٣٨٥ - ٣٨٦)، والخطيب في "التاريخ" (٨/ ٢٢٧)، وابن عساكر (١٥/ ٥٣ و ٥٤)؛ من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه … رفعه. وروى الثاني: ابن حبّان (١٨٨٨)، والطبراني في "الأوسط" (٤٦٦٢)، والدارقطني في "العلل" (١٣٧٩)، والحاكم (١/ ٢٢٩)، والبيهقي (٢/ ٣٨٦)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (٢٣/ ٤١٠)، وابن عساكر (١٥/ ٥٤)؛ من طريق عبد الحميد بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة … رفعه. قال الحاكم: "كلا الإسنادين صحيح"، ووافقه الذهبي، وقوّى الهيثمي الوجه الأوّل وأعلّ الثاني بابن أبي العشرين. قلت: الوليد يدلّس ويسوّي، ولم يصرّح بالتحديث فأخشى أن يكون تلقّاه من أحد الضعفاء ثمّ أسقطه، فرواية ابن أبي العشرين - على لين فيه - أرجح، ولذلك قال أبو حاتم في حديث أبي قتادة: "منكر"، وقال الدارقطني: "يشبه أن يكون حديث أبي هريرة أثبت".
ولحديث أبي هريرة طريق أُخرى رواها: إسحاق في "المسند" (١/ ٣٧٤/ ٣٩١)، والطبراني في "الشاميّين" (٢٣٤٧)؛ من طريق كلثوم بن محمّد بن أبي سدرة، ثنا عطاء بن مسلم الخراساني، عن أبي هريرة … رفعه. وكلثوم ضعيف، وعطاء صالح في المتابعات، وروايته عن أبي هريرة منقطعة.

• ورواه: الطيالسي (٢٢١٩)، وابن أبي شيبة (٢٩٦٠)، وأحمد (٣/ ٥٦)، وعبد بن حميد (٩٩٠)، والبزّار (٥٣٦ - كشف)، وأبو يعلى (١٣١١)، وابن عدي (٥/ ١٨٤٣)، وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٣٠٢)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (٢٣/ ٤٠٩ و ٤١٠)؛ من طريق عليّ بن زيد، عن ابن المسيب، عن أبي سعيد … رفعه. قال أبو نعيم: "تفرّد به عليّ بن زيد". وقال الهيثمي (٢/ ١٢٣): "وهو مختلف في الاحتجاج به". قلت: هو أقرب إلى الضعف، والسند كذلك.
فهاهنا مرسلان قويّان ومرفوع فيه ضعف ومرفوع لا بأس به بطريقيه، فاجتماع هذه يصحّح المتن بلا ريب، وقد مال إلى تقويته ابن خزيمة وابن حبّان والحاكم والمنذري والذهبي والهيثمي والشوكاني والألباني.

<<  <   >  >>