لَوْ كُلِّفَ الجَبَلُ الأصَمْ … مُ فِراقَ إلْفٍ ما اسْتَطاعا
إذا كانَ هذا جزعَ مَن رَبِحَ فيه؛ فكيفَ حالُ مَن خَسِرَ في أيَّامِهِ ولياليه؟! ماذا يَنْفَعُ المفرِّطَ فيهِ بكاؤُه وقد عَظُمَتْ فيهِ مصيبتُهُ وجَلَّ عزاؤُه؟! كم نُصِحَ المسكينُ فما قَبِلَ النُّصح! كم دُعِيَ إلى المصالحةِ فما أجابَ إلى الصُّلح! كم شاهَدَ الواصلينَ وهوَ متباعد! كم مَرَّتْ بهِ زمرُ السَّائرينَ وهوَ قاعد! حتَّى إذا ضاقَ بهِ الوقتُ وحاقَ بهِ المقتُ؛ نَدِمَ على التَّفريطِ حينَ لا يَنْفَعُ النَّدم، وطَلَبَ الاستدراكَ في وقتِ العدم.
أتَتْرُكُ مَنْ تُحِبُّ وَأنْتَ جارُ … وَتَطْلُبُهُمْ إذا بَعُدَ المَزارُ
وَتَبْكي بَعْدَ نَأْيِهِمُ اشْتِياقا … وَتَسْألُ في المَنازِلِ أينَ ساروا