للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخَرَّجَهُ الطَّبَرانِيُّ مِن حديثِ: أنَسٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "النَّفقةُ في سبيلِ اللهِ؛ الدِّرهمُ فيهِ بسبعِ مئةٍ" (١).

ويَدُلُّ عليهِ قولُهُ تَعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥) وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: ١٩٥ - ١٩٦]؛ ففيهِ دليلٌ على أن النَّفقةَ في الحجِّ والعمرةِ تَدْخُلُ في جملةِ النَّفقةِ في سبيلِ اللهِ.

وقد كانَ بعضُ الصَّحابةِ جَعَلَ بعيرَهُ في سبيلِ اللهِ، فأرادَتِ امرأتُهُ أنْ تَحُجَّ عليهِ، فقالَ لها النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "حُجِّي عليهِ، فإنَّ الحجَّ في سبيلِ اللهِ" (٢). وقد خَرَّجَهُ أهلُ المسانيدِ


= وله شاهد عند ابن أبي شيبة (١٢٦٥٨) من طريق قويّة عن محمّد بن عبّاد مرسلًا باللفظ نفسه. ويشهد لمعناه حديث أُمّ معقل الآتي بعد حديث. فهو حسن إن شاء الله بهذه الشواهد وغيرها. والله أعلم.
(١) (حسن لشواهده). رواه: البخاري في "التاريخ" (٣/ ٦٣)، والفاكهي في "مكّة" (٩٠٤)، والبزّار (١٦٦٤ - كشف)، والطبراني في "الأوسط" (٥٦٩٠)، والضياء (٧/ ٢٨٤/ ٢٧٤٠)؛ من طريق محمّد بن أبي إسماعيل السلمي، عن حرب بن زهير، [عن يزيد بن زهير الضبعي]، عن أنس … موقوفًا ومرفوعًا.
قال الهيثمي (٣/ ٢١١): "فيه من لم أعرفه". قلت: يريد حربًا ويزيد فإنّهما مجهولان، وحرب تقدّم في حديث بريدة قبله ممّا يجعل هذا الحديث وجهًا من أوجه الخلاف المتقدّمة آنفا، ويفيدنا أنّ عطاء بن السائب توبع ويبرّئه من عهدة الحديث. ثمّ الحديث حسن إن شاء الله بالشواهد المذكورة آنفًا.
(٢) (صحيح). رواه: مالك (١/ ٣٤٦)، والطيالسي (١٦٦٢)، وابن أبي شيبة (١٣٠٢٤)، وابن سعد (٨/ ٢٩٥)، وإسحاق (١/ ٢٦٠/ ٥ - ٦)، وأحمد (٦/ ٣٧٥ و ٤٠٥ - ٤٠٦)، والدارمي (٢/ ٥١)، والفاكهي (٨٢٨ و ٨٣٣ و ٨٦٢)، وأبو داوود (٥ - المناسك، ٨٠ - العمرة، ١/ ٦٠٨/ ١٩٨٨ و ١٩٨٩)، والترمذي (٧ - الحجّ، ٩٥ - عمرة في رمضان، ٣/ ٢٧٦/ ٩٣٩)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (٣٢٣٨ - ٣٢٤٦ و ٣٢٤٨ و ٣٢٥٠ - ٣٢٥٢)، والنسائي في "الكبرى" (٤٢٢٧)، وأبو يعلى (٦٨٦٠)، وابن خزيمة (٢٣٧٦ و ٣٠٧٥)، والطبراني (٢٥/ ١٥١/ ٣٦٤ - ٣٧٤)، والحاكم (١/ ٤٨٢)، والبيهقي (٤/ ٣٤٦)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (٢٢/ ٥٦ - ٦٠)، والخطيب في "التاريخ" (١١/ ١١) و"الجمع والتفريق" (٢/ ٤١١ - ٤١٢)، والمزّي في "التهذيب" (٢٣/ ٣٢)، من طرق، عن أمّ معقل … رفعته مطوّلًا ومختصرًا بذكر هذه القطعة وبدونها. قال الترمذي: "حسن غريب"، وأقزه المنذري. وقال الحاكم: "على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي. قلت: أسانيده كثيرة، لكن فيها اختلاف كبير بين اتصال وإرسال وفي بعضها جهالة، على أنّ كثرتها تجبر هذه العلل، فلا يتردّد المرء في أنّ الحديث حسن على الأقل بمجموع طرقه، بل هو صحيح، وقال الألباني: "صحيح".
ورواه: أحمد (٤/ ٢١٠)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (٢١٧٤)، والنسائي في "الكبرى" (٤٢٢٦)، والروياني (١٢٨٩)، والطبراني (٢٠/ ٢٣٤/ ٥٥١)؛ من حديث معقل بن أبي معقل.
ورواه: ابن أبي شيبة (١٣٠٢٣ و ١٣٠٢٥)، وابن ماجه (٢٥ - المناسك، ٤٥ - عمرة رمضان، ٢/ ٩٩٦ / ٢٩٩٣)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (٣٢٤٩)، والنسائي في "الكبرى" (٤٢٢٨)؛ عن أبي معقل.

<<  <   >  >>