ورواه الطبراني (٢٢/ ٣٤٦/ ٨٧٠) من طريق قويّة، عن أبي كنانة، عن أبي كبشة … رفعه. وأبو كنانة: إن كان القرشي الراوي عن أبي موسى؛ فمجهول، وإن لم يكنه؛ فما عرفته. ورواه: وكيع في "الزهد" (٢٤٠)، وأحمد (٤/ ٢٣٠ - ٢٣١)، وهنّاد في "الزهد" (٥٩٨)، وابن ماجه (٣٧ - الزهد، ٢٦ - النيّة، ٢/ ١٤١٣/ ٤٢٢٨)، والحسين المروزي في "زوائد الزهد" (٩٩٩)، والفريابي في "فضائل القرآن" (١٠٥ - ١٠٦)، وأبو عوانة في "الصحيح" (١٢١٤٦ - نكت ظراف)، والطحاوي في "المشكل" (٢٦٣٥)، وابن الأعرابي في "المعجم" (٦٦٢)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٣٤٣/ ٨٦٠ - ٨٦٥ و ٨٦٧ و ٨٦٩) و"الأوسط" (٤٣٦٤)، والبيهقي في "المدخل" (٣٦٥) و "السنن" (٤/ ١٨٩)، والخطيب في "التاريخ" (٦/ ٨٠)؛ من طرق، عن سالم بن أبي الجعد، [عن ابن أبي كبشة]، عن أبيه … رفعه. وهاهنا علّة، وهي أنّهم اختلفوا: فرواه الجماعة عن سالم عن أبي كبشة، وقال منصور بن المعتمر مرّة: عن سالم حُدّثت عن أبي كبشة، وقال مرّة: عن سالم عن ابن أبي كبشة عن أبي كبشة. وهذه الأخيرة أولى الأوجه بالصواب؛ لأنّها زيادة ثقة أوّلًا، ولأن سالمًا كثير الإرسال والتدليس ولم يثبت له سماع من أبي كبشة فلا يؤمن أن تكون رواية الجماعة مدلّسة. وابن أبي كبشة: إن كان محمّدًا؛ فلا بأس بحديثه، وإن كان عبد الله ففيه جهالة. ورواه: ابن طهمان في "مشيخته" (٣)، والطبراني (٢٢/ ٣٤٤/ ٨٦٦)؛ من طريق قويّة، عن قتادة، عن سالم، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان أو أبي كبشة … رفعه. وهذا سند قويّ، لولا أنّ الجماعة رووه عن سالم على الوجه المتقدّم قبله. ورواه ابن قانع في "المعجم" (٢/ ٢٢٢/ ٧٢٩) من طريق قويّة، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن أبي كبشة … رفعه. وهذا قويّ جدًّا، لولا أنّ المشهور عن منصور عن سالم على الوجه المتقدّم قبل قليل. وبعد؛ فهذه طرق خمس، لا يخلو شيء منها من أخذ وردّ، لكنّها جميعًا في حدّ الاعتبار، بل بعضها حسن أو مقارب، فلا جرم أن يتقوّى الحديث ويصحّ باجتماعها، وإلى ذلك ذهب الترمذي وأبو عوانة والحاكم والبغوي والمنذري والنووي وابن القيّم والعراقي والألباني.