للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرَّاتٍ. قالَ: وإلى أينَ يَرْحَمُكَ اللهُ؟ قالَ: إلى الجمعةِ، أما تَعْلَمونَ أنَّها حجَّةٌ مبرورةٌ متقبَّلةٌ. قالَ: ما خيرُ ما قَدَّمْتُم؟ قالَ: الاستغفارُ يا أهلَ الدُّنيا! قالَ: فما يَمْنَعُكَ أنْ تَرُدَّ السَّلامَ؟ قالَ: يا أهلَ الدُّنيا! السَّلامُ والحسناتُ قد رُفِعَتْ عنَّا، فلا في حسنةٍ نَزيدُ، ولا في سيِّئةٍ نَنْقُصُ، غَلِقَتْ رهونُنا يا أهلَ الدُّنيا (١)!

في "سننِ أبي داوودَ": عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَن تَطَهَّرَ في بيتِهِ، ثمَّ خَرَجَ إلى المسجدِ لأداءِ صلاةٍ مكتوبةٍ؛ فأجرُهُ مثلُ أجرِ الحاجِّ المحرمِ. ومَن خرَجَ لصلاةِ الضُّحى؟ كانَ لهُ مثلُ أجرِ المعتمرِ" (٢).

وفي حديثِ أنَسٍ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَصَّى رجلَّا بَبرِّ أُمِّهِ وقالَ لهُ: "أنتَ حاجٌّ ومعتمرٌ ومجاهدٌ" (٣)؛ يَعْني: إذا بَرَّها.

وقال بعضُ الصَّحابةِ: الخروجُ إلى العيدِ يومَ الفطرِ يَعْدِلُ عمرة ويومَ الأضحى يَعْدِلُ حجَّةً.


(١) غلق الرهن: فات أوان استرجاعه واستحقّه المرتهِن. وهذا كناية عن إغلاق صحائف الموتى.
(٢) (حسن). رواه: عبد الرزّاق (١٥٢)، وأحمد (٥/ ٢٦٣ و ٢٦٨)، وأبو داوود (٢ - صلاة، ٤٩ - فضل المشي إلى الصلاة، ١/ ٢٠٨/ ٥٥٨ و ١٢٨٨)، والروياني في "المسند" (١٢٠٤)، والطبراني في "الكبير" (٨/ ١٢٧/ ٧٧٣٤ و ٧٧٣٥ و ٧٧٥٢ - ٧٧٥٥ و ٧٨٨٧ و ٧٩٠١ و ٧٩٠٥ و ٧٩٤٤ و ٧٩٧٥) و"الأوسط" (٣٢٨٦) و"الشاميّين" (٨٧٨ و ٨٧٩)، والبيهقي (٣/ ٤٩ و ٦٣)، والبغوي في "السنّة" (٤٧٢)؛ من طرق، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أُمامة … رفعه مطوّلًا ومختصرًا. قال المنذري: "رواه أبو داوود من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أُمامة". قلت: يعني أنّ في القاسم كلامًا، وهو كذلك، لكنّ حديثه لا ينحطّ عن رتبة الحسن، وإنّما العلّة في الرواة عنه، وليس الأمر كذلك هنا.
وقد توبع فرواه الطبراني في "الكبير" (٨/ ١٢٧/ ٧٥٧٨ و ٧٥٨٢) من طريق قويّة، عن مكحول، عن أبي أُمامة … رفعه. ومكحول لم يلق أبا أُمامة.
والحديث حسن بطريقيه، وقد حسّنه الألباني.
(٣) (ضعيف). رواه: أبو يعلى (٢٧٦٠)، والطبراني في "الأوسط" (٢٩٣٦ و ٤٤٦٣) و"الصغير" (٢١٨)، وابن مردويه (الإسراء ٢٣ - الدرّ)، والبيهقي في "الشعب" (٧٨٣٥)، والضياء في "المختارة" (٥/ ٢٢٥/ ١٨٥٥ و ١٨٥٧)؛ من طريق ميمون بن نجيح، ثنا الحسن، عن أنس … رفعه.
قال المنذري: "إسناده جيّد، ميمون بن نجيح وثّقه ابن حبّان وبقيّة رواته ثقات". وذكر الهيثمي في "المجمع" (٨/ ١٤١) نحوه. وقال البوصيري: "إسناده جيّد". قلت: ميمون بن نجيح ذكره ابن حبّان في "الثقات"، لكنّه لم يوثّقه مطلقًا بل قال: "يخطئ"، فمثله لا يقوّى حديثه ولو روى عنه جماعة. والحسن عنعن على تدليسه. فالسند ضعيف. وقد ضعّفه الألباني.

<<  <   >  >>