للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السَّنةِ كلِّها؛ صارَ العملُ فيهِ - وإنْ كانَ مفضولًا - أفضلَ مِن العملِ في غيرِهِ وإنْ كانَ فاضلًا. ولهذا قالوا: يا رسولَ اللهِ! ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ: "ولا الجهادُ".

ثمَّ اسْتَثْنى جهادًا واحدًا هوَ أفضلُ الجهادِ: فإنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ أيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قالَ: "مَن عُقِرَ جوادُهُ وأُهْريقَ دمُهُ" (١)، وصاحبُهُ أفضلُ النَّاسِ درجةً عندَ اللهِ. سَمعَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يَدْعو يَقولُ: اللهمَّ! أعْطِني أفضلَ ما تُعْطي عبادَكَ الصَّالحينَ. فقالَ لهُ: "إذن يُعْقَرَ جوادُكَ وتُسْتَشْهَدَ" (٢). فهذا الجهادُ بخصوصِهِ يَفْضُلُ على العملِ في العشرِ.


(١) (صحيح). وقد جاء عن جماعة من الصحابة: فرواه: الطيالسي (١٧٧٧)، والحميدي (١٢٧٦)، وابن أبي شيبة (١٩٣١٦)، وأحمد (٣/ ٣٠٠ و ٣٠٢ و ٣٤٦ و ٣٩١)، وعبد بن حميد (١٠٦٠)، والدارمي (٢/ ٢٠٠)، والحارث (٦٢٦ - زوائد الهيثمي)، والمروزي في "تعظيم الصلاة" (٢٤٦)، وأبو يعلى (٢٠٨١)، وابن حبّان (٤٦٣٩)، والطبراني في "الأوسط" (١٢٤٧) و"الصغير" (٧١٤)، وابن جميع في "شيوخه" (ص ٢٠٣/ رقم ١٥٩)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (١/ ٢٣٧)؛ من طريقين، عن جابر … رفعه. وإحدى طريقي الحديث صحيحة لذاتها.
ورواه: الطيالسي (٢٢٧٢)، وابن أبي شيبة (١٩٣١٧)، وأحمد (٢/ ١٩٥ و ١٥٩ - ١٦٠ و ١٩١، ٤/ ١١٤)، وعبد بن حميد (٣٠١)، والدارمي (٢/ ٢٤٠)، وابن حبّان (٥١٧٦)، والحاكم (١/ ١١)، والبيهقي في "السنن" (١٠/ ٢٤٣) و"الشعب" (١٠٨٣٤)؛ من طريق قويّة، عن أبي كثير الزبيدي، عن ابن عمرو … رفعه. وأبو كثير قويّ الحديث وإن اقتصر العسقلاني على وصفه بالمقبول، فالسند قويّ.
ورواه: ابن المبارك في "الجهاد" (٥١)، وعبد الرزّاق (٤٨٤٤)، وأحمد (٣/ ٤١١)، والدارمي (١/ ٣٣١)، وأبو داوود (٢ - الصلاة، ٣٤٧ - طول القيام، ١/ ٤٥٩/ ١٤٤٩ و ١٣٢٥)، والحارث (٣٨ - هيثمي)، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (٢٦ و ٤٠ و ٢٣٤) و"الآحاد" (٢٥٢٠)، وابن نصر في "الصلاة" (٦٤٥ و ٨٨٢)، والنسائي في "الكبرى" (٢٣٠٥) و"المجتبى" (٢٣ - الزكاة، ٤٩ - جهد المقلّ، ٥/ ٥٨/ ٢٥٢٥ و ٥٠٠١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ١٤)، والبيهقي في "السنن" (٣/ ٩، ٤/ ١٨٠، ٩/ ١٦٤) و"الشعب" (٩٧١٢)، والضياء في "المختارة" (٩/ ٢٣٦/ ٢١٤)؛ من طرق، [عن عبيد بن عمير]، [عن عبد الله بن حبشيّ] … رفعه. وفي أسانيده اختلاف في إرسال ووصل وعلى الصحابيّ، لكنّه لا ينحطّ في كلّ حال عن كونه صالحًا في الشواهد، ومن حسّنه فما أبعد.
وقد جاء أيضًا في سياق حديث عمرو بن عبسة الطويل الذي تقدّمت تقويته (ص ١١٥).
وجاء أيضًا في سياق حديث أبي ذرّ الطويل الذي تقدّم توهينه (ص ٧٨).
وجاء من مرسل الحسن عند: معمر في "الجامع" (٢٠٢٩٧)، وعبد الرزّاق (٤٨٤٣).
والحديث صحيح من وجهه الأوّل وحده، فكيف باجتماع هذه الوجوه، وقد قوّاه ابن حبّان والحاكم والمنذري والذهبي والهيثمي والعسقلاني والألباني.
(٢) (حسن). رواه: البخاري في "التاريخ" (١/ ٢٢٢)، والبزّار (١١١٢ و ١١١٣)، والنسائي في "الكبرى" (٩٩٢١) و"اليوم والليلة" (٩٣)، وأبو يعلى (٦٩٧ و ٧٦٩)، وابن خزيمة (٤٥٣)، وابن حبّان =

<<  <   >  >>